الطريقة الصفوية :
كانت من الطرق المعروفة ، ولها منزلة مهمة في قلوب أتباعها ، انتشرت انتشارا هائلا بين قبائل التركمان ، والبلاد التي يقطنونها مثل أذربيجان وبلاد كثيرة ... ورأس هذه الطريقة ومؤسسها الذي عرفت به هو الشيخ صفي الدين أبو إسحاق ، أحد أجداد الشاه إسماعيل ، ومن شيوخ طويقته الشيخ تاج الدين إبراهيم الزاهد الكيلاني المتوفى سنة ٧٠٠ ه في سيارود من كيلان وتتصل طريقته بالغزالي وتنتهي في سلسلة شيوخ هذه الطريقة بالإمام علي عليه السلام. وكان الشيخ صفي في زمانه قد ولي الإرشاد ونال الموقع اللائق في قلوب المريدين ... وعرف بذلك أيام المغول ولهم الاعتقاد التام به ، وكثير من أقوامهم ارتدعوا عن إيذاء الخلق ، والتجاوز على الناس بسببه كما جاء ذلك في تاريخ كزيدة (١). وكتب كثيرون في مناقبه ، وبيان طريقته ومجاهداته ... ومن أهم هذه الكتب وأوسعها كتاب (صفوة الصفا) (٢) ، وهذا الكتاب سمعت أنه طبع في الهند. ورأيت كتابا يسمى (المناقب الصفوية) باللغة الإيرانية في التصوف ، ولا أدري ما إذا كان عين (صفوة الصفا) أو غيره ، وهو في مناقب صفي الدين في مجلد ضخم جدا يطنب في أوصافه وكراماته ، وسائر أحواله من ابتدائها إلى انتهاء أيامه ، وهو يساعد كثيرا لمعرفة طريقته ...
والكتاب في مكتبة أيا صوفيا رقم ٣٠٩٩ وأعتقد أن هذا الكتاب فيه كفاية وغناء عن غيره لمعرفة هذه الطريقة. ومع هذا لا تزال معروفة وفيها مدونات ورسائل تعين هذه الطريقة ، وتسمى طريقة (شاه صافي) ، ومن كتبها التي رأيتها مخطوطة (هداية) و (مرشد) و (وبويرق) و (حسنية)
__________________
(١) توفي سنة ٧٣٥ ه.
(٢) لب التواريخ ص ٢٣٦ وكلشن خلفا.