جماعة جلوس فسلمت عليهم فلم يجبني أحد منهم قط بسلام ولا أمرت بالجلوس فحزنت لذلك وندمت على فعلي ولم أزل واقفا على أقدامي ... حتى بلغ الديوان ثمانمائة من ولد الشيطان وهو يحدثهم ثم ضربوا بالدفوف ، ولم يوقنوا بالمحشر والوقوف ، ويضعون سيوفهم في بطونهم وإذا رموها أو غيروها في الشط قالوا لها بسر علي عودي عودي فتعود إليهم. فلم يزالوا هكذا وهكذا حتى أخذتهم سكرة ، فلم يزالوا في غفلة إلى أن أتتهم سفرة الطعام فأكلوا وانتشروا عن المحسن وانصرفوا فلم أزل واقفا انتظر من الله سرعة الفرج وأنا حزين كئيب إذ أتتني أمة وهمزتني من خلفي قائلة لي اتبعني فقلت ما الاسم ومن الطالب فقالت سر وعليك أمان أبي طالب فلزمت أثرها على غير درب معهود وبالصرايف مسدود وهي تشق صريفة بعد أخرى حتى انتهت بي إلى المحسن فرأيته جالسا على سرير ولم يكن عنده مؤانس وبين يديه حوض مأنوس وهو في أثناء خلع الملبوس فقال لي مبتدئا وعليك السلام يا شيخ محمد بن يحيى تحية الكرام. فقلت وما هذه الحالة المغيرة لتلك الجلالة فقال قف لعلي أتطهر وأخبرك وما يجب لك علي أوفيك فأخذ فوطة واتزر بها ونزل الحوض وتطهر ولبس غير تلك الثياب ثم صلى بتضرع وخشوع فلما كمل صلاته أقبل علي وعانقني وبإزائه أجلسني ولم يزل بالرفق يحدثني وعن الأصحاب يسألني فقلت له ثانيا وعما رأيت منه سائلا لقد خالفت أسلافك وارتكبت ما نهت عنه أجدادك اخترت الدنيا الدنية ولفظت الآخرة السنية. فقال والله أصبت ومن الخوف منهم وافقت ولو يقع الفرار لفررت وأنا كما روى الحديث من لا تقية له لا إيمان له ثم إنه أمر تلك الأمة أن تحضر معرضا معلوما وتأتي بما فيه فمضت عنا هنيهة وأتت بإناء مختوم فأمرها بدفعه إليّ جميعا فقال بعد القسم إنه لم يجد من الحلال سواه وهو ثمن النخل الفلاني الذي باعه والده فإنه قد منحني إياه. ثم أمرني بالانصراف وأكد علي عدم البيات خوفا علي من