شهر رجب من هذه السنة وتمت بانتصار العثمانيين على الصفويين وبهزيمة الشاه من وجه عدوه وقتلة السيد محمد كمونة ، ووالي بغداد وأمراء كثيرين ومن العرب نحو عشرة آلاف .. وتفصيل الخبر مدون في أكثر كتب التاريخ ولا يهمنا سوى أن ننظر إلى نتائجه فهو الذي أمن الحاكمية للعثمانيين في الأقطار العربية كسورية ومصر وديار بكر وما والاها وفي الحقيقة هذه الحرب قضت على النفوذ الإيراني وأضعفت شأنه وخيبت آماله حتى أنها من بواعث اختلال إدارة العجم في العراق وتزعزعها إلى أن صارت للعثمانيين. فهي من الحروب الكبرى التي كانت قد ترتبت عليها مقدرات الحكومتين وسميت الوقعة بهذا الاسم لحدوثها في موقع معروف ب (جالديران) في أنحاء تبريز .. وبعد مدة يسيرة عاد السلطان سليم إلى مملكته بالفوز والنصر.
وفي هذه الحرب استولى السلطان على خزائن الشاه وأمواله وخيمه ونسائه كذا في القرماني (١). وجاء في تاريخ أحمد راسم أن السلطان استولى على مخيم الشاه وزوجته تاجلي خانم وعلى تخته وخزانته وأخذ أسرى منه كثيرين ، وإن هذه الحرب أدت إلى ضبط تبريز وعدا الغنائم التي أخذت اختير من أرباب الصناعة نحو ألف أستاذ سيرهم معززين إلى استانبول (٢) ...
ثم إن الشاه أرسل هدايا ثمينة مع أربعة من رسله وطلب إطلاق زوجته تاجلي خانم من الأسر ولكن السلطان حبس السفراء ، وزوج امرأته من جعفر چلبي قاضي العسكر قال أحمد راسم المؤرخ التركي : وهذه المعاملة غير لائقة جدا (٣) وأساسا نرى آمال العثمانيين مصروفة للاستيلاء وحقارة المقابل بكل شدة واستحصال الفتاوي في قتاله
__________________
(١) ص ٣١٤.
(٢) عثمانلي تاريخي ج ١ ص ١٩٠.
(٣) ج ١ ص ١٩٢.