ترجمة الأمير قرا يوسف :
مضى بعض ما قام به من الأعمال الحربية والسياسية .. وأهم ما فيها سعيه الحثيث لتوسيع نطاق سلطنته ، كان في نضال مع المجاورين ودخل في معارك وبيلة ... دامت مدة سلطنته نحو ١٤ سنة اعتبارا من تاريخ استيلائه على تبريز ، وتوفي عن عمر يناهز ٦٥ عاما ، وكان شجاعا موفقا في حروبه ، لم يجمع في خزانته مالا كبيرا فهو سخي يبذل ما لديه لأنه في أيام تأسيس دولته .. أعلن أولا سلطنة ابنه پير بوداق ، وهذا توفي قبله ، وله من الأولاد (الأمير اسكندر) ، و (ميرزا جهان شاه) ، و (الأمير شاه محمد) ، و (الأمير اسپان) ، و (الأمير أبو سعيد) ومن هؤلاء شاه محمد تخلصت له حكومة بغداد واستقل بإدارتها إلى أن هزمه أخوه الأمير أسپان (١).
وجاء في الأنباء عن المترجم بما نصه :
«كان في أول أمره من التركمان الرحالة ، فتنقلت به الأحوال إلى أن استولى بعد اللنك على عراق العرب والعجم ، وملك تبريز وبغداد وماردين وغيرها ، واتسعت مملكته حتى كان يركب في أربعين ألف نفس وكان نشأ مع والده ، وتغلب على الموصل ، ثم ملكها بعده. وكان ينتمي إلى أحمد بن أويس ، وتزوج أحمد أخته ، وكان يكاتب صاحب مصر وأبوه ينجد أحمد بن أويس في مهماته ، ثم وقع بينهما (وهكذا مضى في ذكر وقائعه مما مر الكلام عليه إلى أن قال :) مات في ذي القعدة سنة ٨٢٣ ه وقام من بعده ابنه اسكندر بتبريز ، واستمر محمد شاه ببغداد.
وكان قرا يوسف شديد الظلم ، قاسي القلب ، لا يتمسك بدين واشتهر عنه أن في عصمته أربعين امرأة ، وقد خربت في أيامه وأيام أولاده مملكة العراقين ..» ا ه.
__________________
(١) لب التواريخ ص ٢١٤ ومنتخب التواريخ ص ١٨٠.