الرَّعْناء لِما يكثر بها من وَمَد البحر وعكِيكه.
وقال الله جلّ وعزّ : (لا تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا) [البَقَرَة : ١٠٤] كان الحسن يقرؤها : (لا تقولوا راعناً) بالتنوين. والذي عليه قراءة القُرَّاء : راعِنا غير منوّن.
وقيل في راعِنا غير منوّن ثلاثة أقوال قد فسّرناها في معتلّ العين عند ذكرنا المراعاة وما يُشتقّ منها.
وقيل : إن (راعنا) كلمة كانت تجري مجرى الهُزْء فنُهِي المسلمون أن يَلْفِظوا بها بحضرة النبي صلىاللهعليهوسلم ، وذلك أن اليهود لعنهم الله كانوا اغتنموها فكانوا يَسُبّون بها رسول الله صلىاللهعليهوسلم في نفوسهم ، ويتستّرون من ذلك بظاهر المراعاة منها ، فأمِروا أن يخاطبوه بالتعزير والتوقير.
وقيل لهم : (لا تَقُولُوا راعِنا) كما يقول بعضكم لبعض (وَقُولُوا انْظُرْنا) أي انتظرنا. وأما قراءة الحسن (راعناً) بالتنوين فالمعنى : لا تقولوا : حُمْقاً ، من الرعونة.
نعر : الحرّانيّ عن ابن السكيت : نَعَر الرجل يَنْعَر نَعِيراً ، من الصوت. قال : وقال الأصمعيّ في حديث ذكره : ما كانت فتنة إلا نَعَر فيها فلان
أي نَعَق فيها. وإن فلاناً لنعَّار في الفِتَن. وقد نَعَر العِرْق بالدَم يَنْعَرُ ، وهو عِرْق نعَّار بالدم إذا ارتفع دَمُه. ونَعِر الفرس والحمار يَنْعَرُ نَعراً إذا دخلت في أنفه النُّعَرة. أبو العباس عن ابن الأعرابي : يقال : من أين نَعَرت إلينا؟ أي من أي أقبلت. وقال شمر : الناعر : على وجهين : الناعر : المصوّت ، والناعر : العِرْق الذي يسيل دماً. وقال المخبَّل السعديّ :
إذا ما هُم أصلحوا أمرهم |
نَعَرت كما يَنْعَر الأخدع |
يعني : أنه يُفسِد على قومه أمرهم. أبو عبيد عن الأصمعيّ : إن في رأسه لنُعَرة أي كبْراً. قال : والنَّعرة أيضاً : ذبابة. قال وقال الأُموي : إن في رأسه لنَعَرة ـ بفتح النون ـ أمراً يهُمّ به. قال : ويقال للمرأة ولكل أنثى : ما حملت نَعَرة قط ـ بالفتح ـ : أي ما حملت مَلقوحاً أي ولداً. ويقال : نَعَر الجرح بالدم إذا فار ، يَنْعَر. وجرح نَعَّار : لا يكاد يَرْقأ. ونَعَر الرجل وغيره يَنْعِر إذا صوَّت. أبو عمرو : النَّعِر : الذي لا يستقرّ في مكان. الأحمر : النُّعَرة : ذبابة تسقط على الدواب فتؤذيها. ومنها يقال : حمار نَعِر.
وقال ابن مقبل :
ترى النُّعَرات الخُضْر حول لَبَانه |
أُحَاد ومثنَى أصعقتها صواهلُهْ |
أي قتلها صهيله. وقال الليث : نَعَر يَنْعِر نَعِيراً ، وهو صوت الخيشوم. قال : والنُّعَرة : هي الخيشوم ، ومنها يَنْعِر الناعر. قال : وجرح نَعُور بصوته من شدَّة خروج دمه منه. قال : والنُّعَرة : ذبابة الحمير الأزرق. والنُّعَرة : ما أجنَّت الْحمرُ في أرحامها ، شبه بالذباب ، وأنشد :
والشَدَنيات يساقطن النُّعَر
قال : وامرأة نعَّارة : صَخَّابة. ويقال غَيْرى