وقال أعرابي : بكم البَلْهاء و
سعر : قال الله تبارك وتعالى حكاية عن قوم صالح : (أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ) [القمر : ٢٤] قال الفراء : أراد بالسُّعُر : العَنَاء للعذاب. وقال غيره في قوله : (إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ) معناه : إنا إذاً لفي ضلال وجنون ، يقال : ناقة مسعورة إذا كانت كأنّ بها جنوناً. قلت : ويجوز أن يكون معناه : إنا إن اتبعناه وأطعناه فنحن في ضلال وفي عذاب وعناء مما يُلزمنا ، وإلى هذا مال الفرّاء والله أعلم. وقوله جل وعز : (فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ) [الملك : ١١] أي بُعْداً لأصحاب النار ، يقال : سَعَرت النار أسْعَرها سَعْراً إذا أوقدتها ، وهي مسعورة.
وسَعَرت نار الحرب سَعْراً واستعرت النارُ إذا استُوقِدت ورجل مِسْعَر حربٍ إذا كان يؤرِّثها. والسَّعِير ، النار نفسها. وسُعَار النار : حَرّها. ويقال للرجل إذا ضربه السَّمُومُ فاستعرَ جوفُه : به سُعَار. وسُعَار العطش : التهابه ، وسُعَار الجوع : لهيبه ، ومنه قول الشاعر يهجو رجلاً :
تُسمّنها بأخثر حَلْبتيها |
ومولاك الأحم له سُعار |
وَصَفه بتغريزه حلائبه وكَسْعه ضروعها بالماء البارد وليرتدّ لبنها فيبقى لها طِرْقها ، في حال جوع ابن عمه الأقرب منه. والأحمّ : الأدنى الأقرب ، والحميم : القريب القرابةِ. ومَساعر البعير : حيث يستعِر فيه الجَرَب من الآباط والأرفاغ وأُمّ القُرَاد والمشافِر. ومنه قول ذي الرمَّة : قريع هجان دُسَّ منه المساعر والواحد مَسْعَر. ويقال : سُعِر الرجل فهو مسعور إذا اشتدّ جوعُه أو عطشه. وقال الليث : السُّعْرة في الإنسان : لون يضرب إلى سواد فويق الأُدْمة. وقال العجاج :
أسعر ضَرْباً أو طُوَالاً هِجْرَعا
ويقال : سعِر فلان يَسْعَر سَعَراً فهو أسعر قال : والسِّعْرارة : ما تردّد في الضوء الساقط في البيت من الشمس وهو الهَبَاء المنبثّ. ويقال لما يحرّك به النار من حديد أو خشب : مِسْعَر ومِسعار. ويقال : سعرْتُ اليوم سَعْرة في حوائجي ثم جئت أي طُفت فيها. وقال الأصمعيّ : المِسْعَر :
الشديد في قوله :
وسامَى بها عُنُق مِسْعَرُ
وروى أبو عبيد عن أبي عمرو : المِسْعَر : الطويل. ويقال : سَعَرتِ الناقةُ إذا أسرعت في سيرها ، فهي سَعُور. وقال أبو عبيدة في كتاب «الخيل» : فرس مِسْعَر ومُساعر ، وهو الذي تَطيح قوائمه متفرّقة ولا ضَبْر له. وقال ابن السكيت تقول العرب : ضَرْب هَبْر ، وطعن نَتْر ، ورَمْي سَعْر ، مأخوذ من سَعَرْت النارَ والحرب إذا هيَّجتهما. وإنه لمِسْعَر حرب أي تُحمى به