واستطرفته ، والتَّالدُ والتَّليدُ : ما ورِثْتَه عن الآباء قديما.
وسمعت أعرابيا يقول لآخَرَ وقد قَدِم من سفر : هل وراك طَريفَةُ خَبر تُطْرفنا ؛ يعني خبرا جديدا قد حَدث. ومثله : هل من مُغربة خَبرٍ.
والطُّرْفَةُ : كلُّ شيء استحدثْتَهُ فأعجبك ، وهو الطَّرِيفُ وما كان طريفا ولقد طَرُف يَطْرُف. وأطرفت فلانا شيئا ، أي : أعطيتُه شيئا لم يملك مثله فأعجَبَه.
وقال الأصمعيّ : طَرّفَ الرجلُ حَوْلَ العَسْكر : إذا قاتل على أقصاهم وناحيتهم ، وبه سُمِّيَ الرّجلُ مُطَرِّفا.
وقيل : المُطَرِّفُ : الّذي يأتي أوائل الخيل فَيرودُها على آخرها ، وقيل : هو الّذي يقاتل أطراف الناس ، وقال ساعدة الهُذَلِيّ :
مُطَرِّفٍ وَسْطَ أُولَى الخيل مُعْتَكِرٍ |
كالفَحْل قَرْقَر وسْط الهَجْمَة القَطِمِ |
وقال المفضّل : التَّطريف أن يرد الرجلُ الرجلَ عن أخريات أصحابه ، يقال : طَرَّف عنا هذا الفارسُ. وقال متمم :
وقد عَلِمَتْ أُولَى المغيرة أننا |
نُطَرِّف خلْف المُرقصَاتِ السَوَابِقا |
وقال شَمِر : أعْرِفُ طَرْفَه : إذا طرده. ابن السكّيت عن الفراء : المِطْرَفُ من الثياب : ما جُعل في طَرَفيه علمان. قالوا : والأصلُ مُطْرَف ، فكسروا الميم لتكون أخفّ : كما قالوا : مِغْزَل ، وأصله مُغْزَل من أُغْزِل ، أي : أدير. وكذلك المِصْحَف والمِجْسَد.
أبو عبيد عن أبي زيد : نعجة مُطَرَّفةٌ : وهي التي اسودّت أطراف أذنيها وسائرها أبيض ، وكذلك إن ابيض أطراف أذنيها وسائرها أسود.
وقال أبو عُبيدة : من الخيل أبلقُ مُطَرَّف : وهو الّذي رأسه أبيضُ ، وكذلك إن كان ذَنبُه ورأسُه أبيضَ فهو أيلقُ مُطَرَّف.
وقيل : تطريف الأذنين تأْلِيهما وهو دقةُ أطرافهما.
أبو عبيد عن الأصمعيّ : الطِّرَافُ : بيْتٌ من أَدَم ، قال : وقال الأموِيّ : الطّوارفُ من الخِبَاء : ما رفعتَ من نواحيه لتنظُرَ إلى خارج. وكان يقال لبني عَدِيِّ بن حاتم الطائي ، الطَّرَفاتُ ، قتلُوا بصفِّينَ ، أسماؤهم : طَرِيف وطَرَفة ومُطَرِّف ، وفي الحديث : أن النبيَّ صلىاللهعليهوسلم قال : «عليكم بالتَّلْبينَة»
: كان إذا اشتكى أحدهم من بطنه لم تُنْزَل البُرْمَة حتى يأتي على أحد طَرَفيه ، معناه : حتى يُفيق من عِلَّته أو يموت. وإنما جُعل هذان طرفيه لأنهما منتهى أمر العليل في عِلّته.
أبو العباس عن ابن الأعرابيّ في قولهم : لا يُدْرَى أيّ طَرَفيه أطول. يريد : لسانَه وفرجَه ، لا يُدرى أيُّهما أعف.
قال أبو العباس : والقول قول ابن زيد وقد مرّ في أول هذا الباب. ويقال :