وبمعنى في مع الحاضر كما تقدم وتليهما الافعال فيحكم بظرفيتهما واضافتهما الى الجمل قال سيبويه في باب ما يضاف الى الافعال من الاسماء ومما يضاف الى الفعل قولك ما رأيته مذ كان عندي ومنذ جاءني فصرح باضافة مذ الى كان ومنذ الى جاءني ومثله قول الفرزدق
ما زال مذ عقدت يداه ازاره |
|
فسما فأدرك خمسة الاشبار |
يدني كتائب من كتائب تلتقي |
|
في ظل معترك العجاج مثار |
وقد يضافان الى جملة اسمية كقول الآخر
وما زلت محمولا عليّ ضغينة |
|
ومضطلع الاضغان مذانا يافع |
والحاصل ان مذ ومنذ لا يخرجان عن ان يكونا حرفي جرّ بمعنى من او في او اسمين بمعنى اول المدة او جميعها مرفوعين بالابتداء او منصوبين على الظرفية
وبعد من وعن وباء زيد ما |
|
فلم يعق عن عمل قد علما |
وزيد بعد ربّ والكاف فكف |
|
وقد تليهما وجرّ لم يكف |
تدخل ما الزائدة على من وعن والباء فلا تكفهنّ عن العمل مثال ذلك قوله تعالى.
(مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا.) وقوله تعالى. (عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ.) وقوله تعالى. (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ.) وتدخل ايضا على رب والكاف فتكفهما عن العمل غالبا فيدخلان حينئذ على الجمل قال الله تعالى. (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ.) وقال الشاعر
ربما الجامل المؤبل فيهم |
|
وعناجيج بينهنّ المهار |
ونحوه في الكاف قول الآخر
أخ ماجد لم يخزني يوم مشهد |
|
كما سيف عمرو لم تخنه مضاربه |
وقد تدخل ما على رب والكاف فلا تكفهما قال الشاعر
ماويّ يا ربّتما غارة |
|
شعواء كاللذعة بالميسم |
وقول الآخر
وننصر مولانا ونعلم انه |
|
كما الناس مجروم عليه وجارم |
وحذفت ربّ فجرّت بعد بل |
|
والفا وبعد الواو شاع ذا العمل |