«من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين» أخرجه البيهقى.
وعنه فى أخرى : «ما بينه وبين البيت العتيق».
وعن طلحة بن عبيد الله بن كريز ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أفضل الأيام يوم عرفة يوافق يوم الجمعة تعدل سبعين حجة فى غير يوم الجمعة» (١). من كتاب الاغتراف ، أخرجه مالك فى موطأه فى رواية مصعب عنه.
وعن عكرمة بن خالد قال : بينما أنا فى ليلة فى جوف الليل عند زمزم جالس إذا أنا بنفر يطوفون عليهم ثياب بيض لم أر أشد بياضا من ثيابهم قط ، فلما فرغوا صلوا قريبا منى ، فالتفت بعضهم فقال لأصحابه : اذهبوا بنا نشرب من شراب الأبرار. قال : فقاموا ودخلوا زمزم ، فقلت : والله لو دخلت على القوم فسلمت عليهم ، فقمت فدخلت فإذا ليس فيها أحد من البشر!
وقد أفادتنا هذه الكلمات أن تلك البقعة الشريفة لم تزل منهلا وموردا للأولياء والصالحين ومتوجه وجوه مقاصد الأولين والآخرين. وأن الشوق إلى سنائها ما برح آخذا بأزمة قلوبهم ، والوقوف بفنائها غاية مرادهم ونهاية مطلوبهم ، ويقول كل واحد لصاحبة لسان حاله :
يا زائرى البيت الحرام تهيأوا |
|
نلتم مناكم بعد طول عناء |
طوفوا بهذا البيت عند قدومكم |
|
رملا ومشيا مشية الضعفاء |
ثم اركعوا راجين رحمة ربكم |
|
خلف المقام بخيفة ورجاء |
روّوا الفؤاد بماء زمزم وانزعوا |
|
نزعا كنزع العبقرى بدلاء |
وجاء فى الخبر : أن الخضر وإلياس عليهماالسلام يلتقيان كل عام بمكة فى الموسم (٢).
__________________
(١) عزاه فى جامع الأصول ٩ / ٢٦٤ إلى الموطأ ، وهو عجيب ؛ لأن لفظ الموطأ : «أفضل الدعاء يوم عرفة ..» ولم يذكر الجمعة.
(٢) أخرجه : الديلمى فى الفردوس (٨٣٥٥) ، انظر : الشذرة ٩٢٦ ، والتذكرة (ص : ٢٠٧) ، الأسرار المرفوعة (١٣) ، الموضوعات ١ / ١٩٥ ـ ١٩٦ ، تنزيه الشريعة ١ / ١٣٤ ، الضعفاء للعقيلى ١ / ٢٢٥.