الركن الأسود له عينان يبصر بهما ، ولسان ينطق به يشهد لمن استلمه بالحق» (١).
وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال : الركن يمين الله فى الأرض يصافح به عباده كما يصافح أحدكم أخاه (٢).
وعن أبى سعيد الخدرى ـ رضى الله عنه ـ قال : خرجنا مع عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ إلى مكة ، فلما دخلنا الطواف قام عند الحجر الأسود وقال : والله إنى لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولو لا أنى رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يمسحك ويقبلك ما قبلتك ولا مسحتك ، ثم قبله ومضى فى الطواف ، فقال له علىّ رضى الله عنه : يا أمير المؤمنين هو يضر وينفع ، قال : وبم ذلك؟ قال : بكتاب الله عزّ وجلّ ، قال : وأين ذلك من كتاب الله؟ قال : قال الله تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا)(٣) قال : فلما خلق الله تعالى آدم مسح ظهره فأخرج ذريته من صلبه ، فقررهم أنه الرب وهم العبيد ، ثم كتب ميثاقهم فى رق ، وكان هذا الحجر له عينان ولسان ، فقال له : افتح فاك ، فألقمه ذلك الرق ، وجعله فى هذا الموضع وقال له : تشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة. قال : فقال عمر : أعوذ بالله أن أعيش فى قوم لست أنت فيهم يا أبا الحسن (٤).
وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال : ليبعثن الله عزّ وجلّ هذا الحجر يوم القيامة له عينان يبصر بهما ولسان ينطق به يشهد لمن استلمه بالحق (٥).
__________________
(١) أخرجه : أحمد فى المسند ١ / ٢٦٢ ، ٢٩١ ، الدارمى ٢ / ٤٢ ، وابن ماجه ٢ / ٩٨٢ ، والحاكم فى المستدرك ١ / ٤٥٧ ، وابن حبان فى موارد الظمآن (ص : ٢٤٨).
(٢) أخرجه : عبد الرزاق فى مصنفه (٨٩١٩) ، والأزرقى فى أخبار مكة ١ / ٣٢٤ ، والفاكهى فى أخبار مكة ١ / ٨٩ ، والمعنى : أن من صافحه فى الأرض كان له عند الله عهد. وقال فى النهاية : هذا كلام تخييل وتمثيل ، وأصله : أن الملك إذا صافح رجلا بيده قبل الرجل يده ، فكان الحجر الأسود لله بمنزلة اليمين للملك حين يستلم ويلثم.
(٣) سورة الأعراف : آية ١٧٢.
(٤) أخرجه : الحاكم فى المستدرك ١٦٨٢ ، وقال الذهبى : أبو هارون ساقط. البيهقى فى الشعب ٤٠٤٠ ، والأزرقى ١ / ٣٢٤ ، وضعفه السيوطى فى الجامع الكبير (٥٤).
(٥) أخرجه : أحمد فى المسند ١ / ٢٤٧ ، الترمذى (٩٦١) ، الدارمى (١٨٣٩) ، البيهقى فى السنن ـ ـ ٥ / ٧٥ ، أبو يعلى (٢٧١١) ، الفاكهى فى أخبار مكة ١ / ، الأزرقى فى أخبار مكة ١ / ٣٢٣.
واستلامه بحق : هو طاعة الله واتباع سنة نبيه.