وقال : شهرتنى ، ما كنت أحب أن تحدث به عنى فلا تعد بحقّى عليك (١).
وعن أحمد بن حنبل ، قال : حدثنا سنان ، عن جعفر ، عن حبيب العجمى : أنه كان يرى يوم التروية بالبصرة ويوم عرفة بعرفات (٢).
وعن محمد بن عمرو الواسطى قال : كنت مع معروف الكرخى يوما فدعانى ، فرجعت إليه من الغد وفى وجهه أثر ، فقال له إنسان : يا أبا محفوظ كنا عندك أمس وما بوجهك هذا الأثر!! فاليوم نرى على وجهك أثرا؟ فقال معروف : سل عما يعنيك. فقال الرجل : بمعبودك إلا عرّفتنى. فتغير معروف وقال : لم أعلم أنك تحلفنى بالله تعالى ؛ إنى قد وصلت البارحة ها هنا ، فاشتهيت أن أطوف بالبيت ، فمضيت إلى البيت فطفت بالبيت ، ثم جئت إلى زمزم لأشرب من مائها ؛ فزلقت على الباب فأصاب وجهى ما تراه (٣).
وعن أبى العباس السرمى قال : كنا مع أبى تراب النخشبى (٤) فى طريق مكة فمرض ، فعدل عن الطريق إلى ناحية فقال له بعض أصحابه : أنا عطشان ، فضرب برجله فإذا عين ماء كالزلال ، فقال الفتى : أحب أن أشرب فى قدح ، فضرب بيده الأرض فناوله قدحا من زجاج أبيض كأحسن ما رأيت فشرب وسقانا وما زال القدح معنا إلى مكة (٥).
وعن أبى جعفر محمد بن عبد الملك بن هاشم قال : قلت لذى النون المصرى : صف لنا من خيار من رأيت ، فذرفت عيناه وقال : مرة ركبنا فى البحر نريد جدة ومعنا فتى ابن نيف وعشرين سنة قد ألبس ثوبا من الهيبة فكنت أحب أن أكلمه
__________________
(١) المنتظم ٨ / ٣١٢ ، مثير الغرام الساكن (ص : ٤٠٠) ، وفى إسناده من لم أعثر عليه.
(٢) مثير الغرام الساكن (ص : ٤٠٠).
(٣) الخبر فى : صفة الصفوة ٢ / ٢١٣ ، المنتظم ١٠ / ٨٨ ، تاريخ بغداد ١٣ / ٢٠٢ ، الرسالة القشيرية (ص : ١٨٤) ، مثير الغرام الساكن (ص : ٤٠٥).
(٤) هو : أبو تراب ، عسكر بن الحسين التّخشبىّ ، مات فى طريق الحج سنة (٢٤٥ ه) ، (انظر ترجمته فى : سير أعلام النبلاء ١١ / ٥٤٥ ، العبر ١ / ٤٤٥ ، حلية الأولياء ١٠ / ٤٥ ، تاريخ بغداد ١٢ / ٣١٥ ، ٣١٨).
(٥) الخبر فى : مختصر تاريخ دمشق ١٧ / ٥٣ ، صفة الصفوة ٤ / ١٥٠ ، الرسالة القشيرية (ص : ١٨٦) ، مثير الغرام (ص : ٤٠٦).