وقال عليهالسلام : «من اشترى ثوبا بعشرين درهما وفى ثمنه درهم حرام لم يقبل الله تعالى صلاته ما دام عليه منه شىء».
وينبغى له أن يحمل من الزاد والنفقة فى الطريق قدر ما يكفيه هو ورفقاؤه من الفقراء إن تيسر له ذلك وله مكنة فيه رفقا بالمساكين ؛ فإنه برّ الحج ؛ لقوله عليهالسلام حين سئل عنه : ما برّ الحج؟ قال : «إطعام الطعام ولين الكلام» (١). ولقوله عليهالسلام فيه : «خيركم من أطعم الطعام».
وينبغى أن يودّع إخوانه وجيرانه وأهله وأقاربه ، وأن يستحل منهم ويسألهم الدعاء ؛ فقد روى الطبرانى فى الحديث : «أن الله تعالى جاعل له فى دعائهم خيرا» (٢) ، ويقول هو لمن يودعه منهم : أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك ، ويقول أهله له : فى حفظ الله وكنفه ، وزودك الله التقوى ، وجنبك عن الردى. أو غفر ذنبك ، ووجّهك للخير أينما توجهت ، كذا روى عن النبى صلىاللهعليهوسلم (٣).
عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، أنه قال : كنت عند أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ يوما يعرض فيه الناس ؛ إذ عرض رجل معه ابنه ، فقال له عمر رضى الله عنه : ما رأيت غرابا أشبه بغراب من هذا منك ، فقال الرجل : والله يا أمير المؤمنين ما ولدته أمه إلا ميتة فى القبر ، فلما سمع عمر ـ رضى الله عنه ـ ذلك استوى جالسا ، وقال : ويحك حدثنى ، فقال الرجل : خرجت فى غزوة وأمه حامل به ، فقالت لى : أتخرج أنت وتدعنى على هذه الحالة حاملا مثقلة به ، فقلت لها : أستودع الله تعالى ما فى بطنك ، وذهبت ثم قدمت فلما وصلت إلى دارى فإذا الباب مغلق ، فقلت : ما فعلت فلانة؟ قالوا : ماتت ودفنت بالبقيع ،
__________________
(١) أخرجه : أحمد فى المسند ٣ / ٣٢٥ ، الحاكم فى المستدرك ١ / ٤٨٣ ، وصححه ووافقه الذهبى ، وعبد الرزاق فى مصنفه ٥ / ١١.
(٢) الأذكار للنووى (ص : ٣٢٤) باب أذكاره حين يخرج ، ولفظ الحديث : «إذا أراد أحدكم سفرا فليودع إخوانه ؛ فإن الله ـ تعالى ـ جاعل فى دعائهم خيرا». قال الحافظ ابن حجر : هذا حديث غريب أخرجه الطبرانى فى الأوسط.
(٣) للحديث الذى أخرجه : أحمد فى مسنده ٢ / ٢٥١٧ ، النسائى (٥٠٦) ، ابن ماجه (٢٨٢٦) ، الترمذى (٣٤٤٢) ، الحاكم فى مستدركه ٢ / ٩٧ ، البيهقى فى السنن ٥ / ٢٥١ ، ابن خزيمة (٢٥٣١).