أن النبى صلىاللهعليهوسلم قبّل الحجر وسجد عليه ، ثم قبّله وسجد عليه ، ثم قبّله وسجد عليه (١).
وإن لم يمكنه السجود يقتصر على التقبيل. فإن لم يمكنه ذلك من غير إيذاء يستلمه بيده. فإن لم يمكنه ذلك من غير إيذاء يشير بكفيه نحو الحجر كأنه واضع يديه على الحجر مع التكبير والتهليل ، ثم يقبل كفيه.
ثم يأخذ فى الطواف عن يمين نفسه مما يلى باب الكعبة ويطوف سبعة أشواط وقد اضبع قبل ذلك. وهذا الطواف يسمى طواف القدوم وهو سنة عندنا إلا عند مالك [فهو] واجب (٢).
وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يحب التيامن فى كل شىء.
وعن جابر ـ رضى الله عنه ـ : أن النبى صلىاللهعليهوسلم لما قدم مكة أتى الحجر الأسود فاستلمه ، ثم مشى على يمينه فرمل ثلاثا ، ومشى أربعا ؛ لما روى أن الكفار كانوا يأخذون عن شمائلهم فى الطواف ، فاستحب النبى صلىاللهعليهوسلم مخالفتهم فيه ؛ فطاف عن يمينه.
ويعرف عظمة الكعبة المعظمة.
فإن سأل سائل وقال : ما الفائدة فى الابتداء بالحجر الأسود دون غيره؟ وما الحكمة فيه؟ قلنا : الفائدة متابعة فعل النبى صلىاللهعليهوسلم. وأما الحكمة فيه : فكما أخبر صدقه بن عمرو المكى : أن رجلا وقف على عطاء بن أبى رباح وهو جالس فى المسجد الحرام وعنده وهب بن منبّه ، فقال الرجل لعطاء : ما بال هذا الحجر ـ وأشار إلى الحجر الأسود ـ يعظم من بين حجر هذا البيت؟ فلم يدر عطاء ما يجيبه. فالتفت إلى وهب ـ أى أجب عنى ـ ، فقال وهب : إن الله ـ عزّ وجلّ ـ جعل هذا الحجر مفتاحا للطواف لهذا البيت كما جعل تكبيرة الإحرام مفتاحا
__________________
(١) أخرجه : الحاكم فى المستدرك ١ / ٤٥٥ ، الشافعى فى الأم ٢ / ١٧١ ، الأزرقى فى أخبار مكة ١ / ٣٣٨.
(٢) انظر : الأم ٢ / ١٧٠ ، ١٧١ ، هداية السالك ٢ / ٨١٠ ـ ٨١٣ ، متن المنهاج ١ / ٤٨٧ ، المجموع ٨ / ٣٨ ، هداية السالك ٢ / ٤٥ ، ٨١٠ ـ ٨١٤.