الدعاء والابتهال ، والتضرع والبكاء ؛ فهناك تسكب العبرات ، وتغفر الخطيئات ، وتنال الطلبات ؛ فإن الموقف عظيم والرب كريم والوقت شريف والرحمة واسعة والمنعم جواد.
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن الله يهبط إلى السماء الدنيا فيباهى بكم الملائكة فيقول : هؤلاء عبادى جاءونى شعثا غبرا من كل فج عميق يرجون رحمتى ، فلو كانت ذنوبهم كعدد الرمل ، وعدد القطر ، أو كزبد البحر ، لغفرتها. أفيضوا عبادى فقد غفرت لكم ولمن شفعتم له» (١).
وقال صلىاللهعليهوسلم : «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا أو أمة من يوم عرفة» (٢).
وعن بلال بن أبى رباح ، أن النبى صلىاللهعليهوسلم قال : «إن الله تعالى يباهى ملائكته بأهل عرفة عامة ، وباهى بعمر بن الخطاب خاصة».
وعن أنس بن مالك ـ رضى الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن الله تطّول على أهل عرفة فيباهى بهم الملائكة فيقول : انظروا إلى عبادى شعثا غبرا أقبلوا يضربون إلىّ من كل فج عميق ، فاشهدوا أنى قد غفرت لهم إلا التبعات التى بينهم» (٣).
وعن العباس بن مرداس السلمى : أن النبى عليهالسلام دعا لأمته عشية عرفة بالمغفرة فأجيب : أنى قد غفرت لهم ما خلا ظلم بعضهم بعضا ؛ فإنى آخذ للمظلوم من الظالم ، فقال النبى : «أى رب ، إنك لقادر على أن تغفر للظالم وتعوض المظلوم من عندك خيرا من مظلمته» فلم يجب صلىاللهعليهوسلم إلى ذلك فى تلك العشية ، فلما كان من الغد وقف صلىاللهعليهوسلم عند المشعر الحرام وأعاد الدعاء لهم وتضرع
__________________
(١) أخرجه : البغوى فى شرح السنة (١٩٢٣) ، وابن عبد البر فى التمهيد ١ / ١٢٠ ، ابن منده فى التوحيد ١ / ١٤٧ ، ابن خزيمة (٢٨٤٠) ، الأصبهانى فى الترغيب (٣٨٤) ، ابن حبان (١٠٠٦) ، البيهقى فى الشعب (٤٠٦٨).
(٢) أخرجه : مسلم (الحج : ٤٣٦) ، ابن ماجه (٣٠١٤) ، النسائى (٣٠٠٣) ، الحاكم فى المستدرك (١٧٠٥) ، البيهقى فى السنن ٥ / ١١٨ ، الدارقطنى ٢ / ٣٠١.
(٣) أخرجه : الهيثمى فى مجمع الزوائد ٣ / ٢٥٧ ، وعزاه لأبى يعلى. وفيه : صالح المرى وهو ضعيف.