أصححت بدنه ، ووسعت عليه رزقه ، ثم لم يزرنى فى كل خمسة أعوام عامّا فقد حرم» (١). فنسأل الله تعالى الإعانة ، ونعوذ به من الحرمان ... آمين.
أحمده على جميع إنعامه : الجلىّ والخفىّ ، غاية الوسع والإمكان ، وأشكره طول الدهر والأزمان. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله نبى الرحمة وحبيب السبحان ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأهل بيته ، ما ترنم طائر على الأشجار والأغصان. وسلم عليه وعليهم تسليما كثيرا ما ضحك الروض ونبت الريحان.
فهذا مختصر يشتمل على ذكر فضيلة مكة والمدينة ، وكيفية بناء الكعبة ، وذكر هبوط آدم وما يتعلق بها ، وذكر زيارة قبر نبى الرحمة محمد صلىاللهعليهوسلم وما يتعلق بها من التواريخ والأخبار والآثار المروية فيها. جمعته تذكرة لنفسى ، وترغيبا للطالبين المشتاقين العاشقين من الحجاج والمعتمرين ، والزائرين المتوجهين إلى جنابهما من كل فج عميق وواد سحيق ، وترهيبا وتوبيخا للغافلين ، وحثا وتنبيها للكسلانين ، وطلبا لمرضات الله ـ تعالى ـ وتضعيفا للأجر فى الآخرة ، ورجاء لمغفرته. إنه على ما يشاء قدير ، وبعباده خبير بصير ، وبالإجابة جدير.
وأضفت إليهما من الأحاديث المروية ما يدل على فضائل الحج والعمرة ، وعظم أمرهما ، وشرف قدرهما ، وذكر ثواب من حج واعتمر وزار قبر النبى ـ عليهالسلام ـ وذكر المناسك والأدعية من حين خروجه من بيته وبلده إلى آخر نسكه ورجوعه إلى وطنه وأهله.
ثم أضفت إليهما نبذا من ذكر فضائل بيت المقدس وما يتعلق بها ؛ لقوله عليهالسلام : «لا تشدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدى هذا ، والمسجد الأقصى» (٢).
وختمت كتابى هذا بقسم رابع مختصر فى ذكر فضائل قبر إبراهيم الخليل ـ عليهالسلام ـ وما يتصل بها ؛ لقوله صلىاللهعليهوسلم فى حديث آخر : «لا تشد الرحال إلا إلى
__________________
(١) أخرجه : ابن حبان فى موارد الظمآن (ص : ٢٣٩).
(٢) أخرجه : البخارى : كتاب فضل الصلاة فى مسجد مكة والمدينة ٢ / ٦٠ ، مسلم : الحج ٤ / ١٢٦ ، ابن ماجة ١ / ٤٥٢.