وقال عبد الله بن الزّبير بن بكّار الزّبيرى : توفى عبد الله بن عبد المطلب بالمدينة ورسول الله صلىاللهعليهوسلم ابن شهرين ، وماتت زوجته وهو ابن أربع سنين ، ومات جده عبد المطلب وهو ابن ثمانى سنين ، وقيل : ماتت أمه وهو ابن ست سنين.
وأرضعته صلىاللهعليهوسلم ثويبة جارية أبى لهب ، وأرضعت معه حمزة بن عبد المطلب وأبا سلمة عبد الله بن عبد الأسود المخزومى وأرضعتهم بلبن ابنها مسروح. وأرضعته صلىاللهعليهوسلم أيضا حليمة بنت أبى ذوئب السعدية (١).
ونشأ رسول الله صلىاللهعليهوسلم يتيما يكفله جده عبد المطلب وبعده عمه أبو طالب بن عبد المطلب ، وطهره الله تعالى من دنس الجاهلية ومن كل عيب ، ومنحه كل خلق حسن حتى لم يكن يعرف بين قومه إلا بالأمين ؛ لما شاهدوا من أمانته وصدق حديثه وطهارته.
فلما بلغ عمره اثنا عشر سنة خرج مع عمه أبى طالب إلى الشام حتى بلغ إلى بصرى فرآه بحيرا الراهب (٢) فعرفه بصفاته ، فجاء إليه وأخذ بيده وقال : هذا سيد العالمين ، هذا رسول رب العالمين هذا يبعثه الله رحمة للعالمين. فقيل له : وما علمك بذلك؟ قال : إنكم حين أقبلتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خرّ له ساجدا. ولا يسجد إلا لنبى ، وإنّا نجد فى كتبنا كذلك. وسأل أبا طالب أن يرده خوفا عليه من اليهود (٣).
ثم خرج ثانيا إلى الشام مع ميسرة ـ غلام خديجة ـ رضى الله عنها ـ فى تجارة لها قبل أن يتزوجها حتى بلغ إلى سوق بصرى ، فباع تجارته ، فلما رجع وبلغ خمسا وعشرين سنة تزوج خديجة ـ رضى الله عنها (٤).
__________________
الدار الصغرى. وكان عمره عند وفاته خمس وعشرون سنة. (يراجع فى ذلك : طبقات ابن سعد ١ / ٦٢ ، السيرة لابن هشام ١ / ١٥٨ ، سبل الهدى والرشاد ١ / ٣٩٨.
(١) السيرة لابن هشام ١ / ١٦٨ ، ١٦٩.
(٢) هو : جرجيس ، ويقال : سرجس ، وجرجس. حبر من أحبار يهود تيماء ـ كما قيل ـ كان نصرانيا من بنى عبد القيس. (انظر : السيرة لابن هشام ١ / ١٨٠ ، المواهب اللدنية ١ / ١٩٢).
(٣) أخرجه : الترمذى (٣٦٢٠) ، مشكاة المصابيح (٥٩١٨).
(٤) انظر فى زواج النبى صلىاللهعليهوسلم بخديجة : السيرة لابن هشام ١ / ١٨٧ ، مسند أحمد ١ / ٣١٢.