قال : جعل الله مدخل صدق : المدينة ، ومخرج صدق : مكة ، وسلطانا نصيرا :الأنصار.
ونقل البغوى ، عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ فى قوله تعالى : (لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً)(١) قال : إنها المدينة.
وعن نافع بن جبير ، أن مروان بن الحكم خطب الناس فذكر مكة وأهلها وحرمتها ، فناداه رافع بن خديج ، فقال : أسمعك ذكرت مكة وأهلها وحرمتها ولم تذكر المدينة وأهلها وحرمتها ؛ فقد حرّم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما بين لابتيها وذلك عندنا فى أديم خولانى ، إن شئت أقرأتكه ، فسكت مروان ، ثم قال : قد سمعت بعض ذلك.
وعن عامر بن سعد بن أبى وقاص ، عن أبيه : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ثم ذكر مثل حديث ابن جبير ، وزاد فى الحديث «ولا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله تعالى فى النار ذوب الرصاص ، أو ذوب الملح فى الماء» (٢).
وعن سهل بن حنيف قال : أومأ رسول الله صلىاللهعليهوسلم بيده إلى المدينة وقال : «إنها حرم آمن» (٣).
وعن أبى هريرة ـ رضى الله عنه ـ قال : يأتى المسيح الدجال من قبل المشرق وهمّته المدينة حتى يأتى دبر أحد ، ثم يصرف الملائكة وجهه قبل الشام ، وهنالك يهلك.
وعن عامر بن سعد ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنى أحرّم ما بين لابتى المدينة أن يقطع عضاها أو يقتل صيدها» (٤).
__________________
(١) سورة النحل : آية ٤١.
(٢) أخرجه : مسلم ٤ / ١٢١ (باب من أراد أهل المدينة بسوء).
(٣) أخرجه : مسلم ٤ / ١٢٢ (باب من أراد أهل المدينة بسوء).
(٤) أخرجه : البخارى (١٨٧٣) ، مسلم ٣ / ٤٤٠ ، الترمذى (٤١٧٨) ، أحمد ٢ / ٢٣٦ ، مالك (٩٣٤) ، البيهقى فى السنن ٥ / ١٩٦ ، ابن حبان (٣٧٥١).
واللابتان : الحرتان ، واحدتهما «لابة» وهى الأرض المليئة حجارة سوداء ، وللمدينة لابتان : شرقية وغربية وهى بينهما.