المدينة والأشجار فليزد من الصلاة والتسليم عليه والاستغفار ، ويسأل الله تعالى أن ينفعه بزيارته ويسعده بها فى الدارين ويقول : اللهم هذا حرم نبيك ورسولك فاجعله لى جنة من سوء الحساب ، ووقاية من النار (١).
فإذا قرب إلى درب المدينة يقول : اللهم رب السموات السبع وما أظللن ، ورب الأرضين السبع وما أقللن ، ورب الرياح وما ذرين ، أسألك خير هذه القرية وخير من فيها ، ونعوذ بك من شر هذه القرية وشر من فيها (٢).
وإذا وقع بصره على المدينة وعلى الحرم النبوى نزل عن الرواحل ، ولا يركب مركبا ؛ لأن العلماء لا يرون ذلك أدبا.
وكان مالك بن أنس ـ رحمه الله ـ يقول : أستحيى من الله تعالى أن أطأ تربة فيها رسول الله صلىاللهعليهوسلم بحافر دابتى.
ثم يدخل على هيئة الخشوع والتواضع والمسكنة والوقار مشتغلا بالدعاء والأذكار متفكرا فى نفسه شرفها وجلالة من شرفت به ، ومتأملا فى قلبه أنها دار الهجرة ومهبط الوحى وأصل الأحكام ومنبع الإيمان ومظهر الإسلام ، ويقول عند دخوله : بسم الله وعلى ملة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، رب أدخلنى مدخل صدق وأخرجنى مخرج صدق واجعل لى من لدنك سلطانا نصيرا (٣).
ويقصد فى دخوله باب الصلاة (٤). فإذا وصل إلى باب المسجد صلّى عليه وسلم ، ويقدم رجله اليمين ويطرق بصره على الأرض ، ويكثر من التواضع والخشوع والمسكنة والتذلل ، ويقول : اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد ،
__________________
(١) أورده النووى فى الأذكار (ص : ٣٠٦).
(٢) أخرجه : النسائى فى عمل اليوم والليلة (ص : ٣٦٧ ـ ٣٦٨) ، وموارد الظمأن (ص : ٥٩٠) ، والحاكم فى المستدرك ١ / ٤٤٦ ، وقال : صحيح الإسناد ، ووافقه الذهبى. وأخرجه : البيهقى فى السنن ٥ / ٢٥٢ ، والطبرانى فى الدعاء ٢ / ١١٨٨.
(٣) الإيضاح (ص : ٤٩٠ ـ ٤٩١) ، المجموع ٨ / ٢١٥ ، شرح اللباب (ص : ٣٣٦) ، هداية السالك ٣ / ١٣٧٤.
(٤) انظر : آداب دخول المسجد النبوى والزيارة فى : الإيضاح (ص : ٤٩٢ ـ ٤٩٤) ، فتح القدير ٣ / ٣٣٦ ، هداية السالك ٣ / ١٣٧٢ ، شرح اللباب (ص : ٣٣٦).