وعن أبى الخير الأقطع (١) قال : دخلت مدينة رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأنا بفاقة فأقمت خمسة أيام ما ذقت شيئا ، فتقدمت إلى القبر المقدس وسلمت على النبى صلىاللهعليهوسلم وعلى أبى بكر وعمر رضى الله عنهما وقلت : أنا ضيفك الليلة يا رسول الله ، وتنحيت فنمت خلف المنبر فرأيت النبى صلىاللهعليهوسلم فى المنام وأبو بكر عن يمينه وعمر عن شماله وعلىّ بن أبى طالب بين يديه ، فحركنى علىّ وقال لى : قم قد جاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : فقمت إليه وقبلت بين عينيه ، فدفع إلىّ رغيفا فأكلت نصفه ، فانتبهت وإذا فى يدى نصف رغيف (٢).
وعن عمرو بن محمد أنه ترك الأذان فى المسجد أيام الحرّة ثلاثة أيام اشتغلوا عنه ، قال سعيد بن المسيب : وكنت لا أخرج من المسجد فاستوحشت فدنوت من القبر ، فلما حضرت الظهر سمعت الأذان من الروضة فصليت ركعتين ، ثم سمعت الإقامة فصليت الظهر ، ثم لم أزل أسمع الأذان والإقامة لكل صلاة حتى عاد الناس والمؤذنون إلى المسجد (٣).
وروى عن امرأة من المتعبدات أنها قالت لعائشة رضى الله عنها : اكشفى لى عن قبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم فكشفت لها ، فبكت حتى ماتت (٤).
وقيل : جاء أعرابى بعد دفن رسول الله صلىاللهعليهوسلم فرمى بنفسه على قبره وحثا من ترابه على رأسه وقال : يا رسول الله ، قلت : فسمعنا ، وكان فيما أنزل عليك :(وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ) الآية ، وقد ظلمت نفسى وجئتك أستغفر الله من ذنبى فاستغفر لى من ربى ، فنودى من القبر أنه قد غفر لك (٥).
وعن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزّبير ـ وكان مصعب يصلى فى اليوم
__________________
(١) هو : أبو الخير الأقطع التينماتى (نسبة إلى تينمات ببلاد المشرق) انظر ترجمته فى : الحلية ١٠ / ٣٧٧ ، المنتظم ١٤ / ٩٦ ، جامع الكرامات ١ / ٤٥٠.
(٢) صفة الصفوة ٤ / ٢٣٦ ، ابن النجار (ص : ١٤٨) ، وتحرفت فيه : «أبو الخير» إلى : «أبى الخبر» ، وذكر هذه الحكاية القشيرى بدون إسناد ، ونسبها لابن الجلاء (١٩٥) ، وتحرفت فى وفاء الوفا (ص : ١٣٨٠) إلى ابن الجلاد.
(٣) ذكره السيوطى فى الخصائص ٢ / ٤٩٠ ، وعزاه لأبى نعيم فى الحلية.
(٤) ذكره ابن النجار (ص : ١٤٩) ، وابن الجوزى فى مثير الغرم (ص : ٤٩٢).
(٥) مثير الغرام (ص : ٤٩٠) ، مختصر تاريخ دمشق ٢ / ٤٠٨ ، ابن النجار (ص : ١٤٧).