وروى عن أنس ـ رضى الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لما تجلى الله تعالى لجبل طور سيناء تشظّى منه شظايا فنزلت بمكة ثلاثة : أحد ، وعير ، وورقان» (١).
وفى رواية ابن زبالة فى أحد : «إنه جبل يحبنا ونحبه جبل ليس من جبال أرضنا». وهو مؤكد لحديث أنس رضى الله عنه ، فأحد معروف ، وعير يقابله من قبلى المدينة وهى بينهما ، وهو جبل أسود.
وقال السهيلى : سمى أحد لتوحده وانقطاعه عن جبال أخر هناك.
وفى قبلى أحد قبور الشهداء السعداء الذين قتلوا بين يدى رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقال : إنه قتل من المشركين اثنان وعشرون. وقيل : قتل يومئذ خمسة من الأنصار رضى الله عنهم ، وسبعون من المهاجرين رضى الله عنهم. وقيل : قتل من الصحابة ـ رضى الله عنهم ـ سبعون رجلا. وقيل : خمسة وستون بينهم حمزة بن عبد المطلب عم النبى صلىاللهعليهوسلم بحربة وحشى ، وشجّ جبين سيد المرسلين وكسرت رباعيته وجرحت وجنته ودخلت عليه حلقتان من المغفر ، ووقع فى حفرة من الحفر التى كيد بها المسلمون ، فاتقاه طلحة بن عبيد الله رضى الله عنه ، وشقّت شفته السفلى صلىاللهعليهوسلم (٢).
ولا يعرف من قبور الشهداء اليوم إلا قبر حمزة ، ومعه فى القبر ابن أخيه عبيد الله المجدّع بن جحش ، سمى بذلك : لأنه قتل وجدع أنفه (٣). وعليهما قبة عالية مبيضة بنتها أم الخليفة الناصر لدين الله ابن المستضىء فى سنة سبعين وخمس مائة.
وعند رجل حمزة ـ رضى الله عنه ـ قبر سنقر التركى متولى عمارة المشهد توفى فدفن هنالك.
وفى صحن المشهد قبر قريب من الباب لبعض أشراف المدينة فلا يظن ويتوهم أنهما من شهداء أحد.
__________________
(١) ذكره السيوطى فى الدر المنثور ٣ / ١١٩ ، وعزاه لابن أبى حاتم ، وأبى الشيخ ، وابن مردويه.
(٢) انظر السيرة لابن هشام ٢ / ٧٠ ـ ٩٨.
(٣) السيرة لابن هشام ٢ / ٩٧.