وسبع مائة (١). وجعلا سقفا واحدا ، أما السقف الشمالى فإنه جعل فى أيام الملك الظاهر كذلك ، ثم أمر بعمارة المنارة الرابعة مكان التى تقدم أن سليمان بن عبد الملك كان أمر بهدمها فعمرت فى سنة ست وسبع مائة ، ثم أمر بإنشاء الرواقين فى صحن المسجد الشريف من جهة القبلة فى سنة تسع وعشرين وسبع مائة (٢).
وأبواب المسجد اليوم أربعة : بابان من جهة الشرق ، وهما : باب عثمان المعروف اليوم بباب جبريل عليهالسلام ، وهو الباب الذى كان يدخل منه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وباب النساء.
وبابان من جهة الغرب : باب السلام ، وباب الرحمة.
وفى المسجد من جهة القبلة طابق مقفل يفتح أيام الموسم وينزل فيه إلى مكان يطل عليه شباك فى القبلة يقال : إنه بيوت العشرة المبشرة ، وليس ذلك بصحيح ؛ وإنما هى دار لآل عبد الله بن عمر ، وهى بيدهم اليوم ، وتمامه مذكور فى كتب التواريخ (٣).
وأما الحجرة الشريفة المقدسة : فبنى عليها عمر بن عبد العزيز فى أيام الوليد بن عبد الملك حائطا ولم يلصقه بجدار الحجرة بل جعل بينهما مكانا خاليا ، ولم يوصل الحائط إلى سقف المسجد بل دونه بمقدار أربعة أذرع ، وأدار عليه شباكا من الخشب من فوق الحائط إلى السقف ، وجعل بنيان الحائز على خمس زوايا ؛ لئلا يستقيم لأحد استقبال الحجرة بالصلاة لتحذيره صلىاللهعليهوسلم من ذلك (٤).
__________________
(١) السلوك للمقريزى ٢ / ١ : ١٣ ، وما بعدها ، النجوم الزاهرة ٨ / ٢١٧.
(٢) العقد الثمين ٤ / ١٧٤.
(٣) هداية السالك ٣ / ١٤١٤ ، ١٤١٥.
(٤) يدل لذلك قوله صلىاللهعليهوسلم : «قاتل الله اليهود والنصارى ، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» أخرجه : البخارى ١ / ٩١ ، ومسلم ٢ / ٦٧.