وينبغى أن يعلم أن الأبواب الشريفة لها ستور بالاستقلال الآن لكن لا يظهرونها إلا فى أوقات المهمات كقدوم سلطان أو أمير (١).
ثم فى عشر الستين وسبع مائة اشتريت قرية من بيت مال المسلمين ووقفت على كسوة الكعبة المشرفة فى كل سنة وعلى كسوة الحجرة المقدسة والمنبر الشريف فى كل سبع سنين ، ثم لما رجع معاوية كتب إلى مروان ـ وهو عامله على المدينة ـ أن ارفع المنبر عن الأرض وزد فيه ، فدعى النجارين فرفعوه عن الأرض وزاد من أسفله ست درجات ، فصار للمنبر الشريف تسع درجات بالمجلس.
وقال ابن زبالة لم يزد فيه أحد قبله ولا بعده ؛ كذا نقله المطرى عنه.
ونقل ابن النجار أن مروان أراد أن يبعث بمنبر النبى صلىاللهعليهوسلم إلى معاوية فكسفت الشمس حتى دنت النجوم وأظلمت المدينة وأصابتهم ريح شديدة فامتنع منه.
وذكر أن المهدى بن منصور لما حج سنة إحدى وستين ومائة قال للإمام مالك ابن أنس : إنى أريد أن أعيد منبر النبى صلىاللهعليهوسلم إلى حاله الأولى ، فقال له مالك : إنما هو من طرفاء الغابة وقد سمر إلى هذه العيدان وشد فمتى نزعته خفت أن يتهافت ، فلا نرى أن تغيره ، فتركه المهدى على حاله ورجع عما أراد.
ويقال : إن المنبر الذى زاد فيه معاوية تهافت على طول الزمان وأن بعض الخلفاء من بنى العباس جدد منبرا واتخذ من بقايا أعواد منبر النبى صلىاللهعليهوسلم أمشاطا للتبرك بها.
ثم احترق المنبر لما احترق المسجد الشريف ، فعمل الملك المظفر صاحب اليمن منبرا رمانتاه من الصندل ، وأرسله فى سنة ست وخمسين وستمائة ، ونصب فى موضع منبر النبى صلىاللهعليهوسلم لم يؤخر عنه ولم يزل كذلك إلى سنة ست وستين وستمائة يخطب عليه.
ثم أرسل الملك الظاهر هذا المنبر الموجود اليوم ، فقلع منبر صاحب اليمن وجعل فى حاصل الحرم ، وهو باق إلى اليوم فى القبة ، ونصب منبر الملك الظاهر
__________________
(١) انظر ما يتعلق بالمنبر من التاريخ فى وفاء الوفا ٢ / ٣٩١ ـ ٤١٣.