وكان المنبر المعمول للنبى صلىاللهعليهوسلم من طرفاء الغابة ، عمله غلام لامرأة من الأنصار واسمه مينا ، وقيل : إبراهيم.
وفى رواية : صنعه غلام عمه العباس ـ رضى الله عنه ـ واسمه الصباح ، وقيل : كلاب.
وقيل : إنما عمله تميم الدارى. رواه أبو داود فى سننه.
وقيل : عمله غلام لسعيد بن العاص واسمه باقول.
ونقل عن الواقدى عن ابن الزياد : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يجلس على المجلس ويضع رجليه على الدرجة الثانية ، فلما ولى أبو بكر ـ رضى الله عنه ـ قام على الدرجة الثانية ووضع رجليه على الأرض إذا قعد ، فلما ولى عثمان ـ رضى الله عنه ـ فعل كذلك ست سنين من خلافته ، ثم علا فجلس فى موضع النبى صلىاللهعليهوسلم ، وقال : من يأتى بعدنا أين يجلس؟ رضى الله عنه (١). وكسى المنبر قبطية وهو أول من كساه ، فسرقتها امرأة فأتى بها فقال لها : سرقت؟ قولى لا ، فاعترفت فقطع يدها.
وكان طول منبر النبى صلىاللهعليهوسلم ـ كما حكاه ابن النجار ـ : ذراعان فى السماء وثلاثة أصابع ، وعرضه : ذراع راجح ، وطول صدره وهو مستند النبى صلىاللهعليهوسلم : ذراع ، وطول رمّانتى المنبر اللتين كان يمسكهما بيديه الكريمتين إذا جلس : شبر وأصبعان ، وعرضه : ذراع فى ذراع ، وتربيعه سواء ، وعدد درجاته : ثلاث بالمقعد ، وفيه خمسة أعواد من جوانبه الثلاثة ، وهكذا كان فى حياته صلىاللهعليهوسلم وفى خلافة أبى بكر وعمر وعثمان وعلىّ رضى الله عنهم.
ثم لما حج معاوية كساه قبطية ، والقبطية بضم القاف وقد تكسر مع سكون الباء الموحدة ثياب رقاق من مصر.
وكانت الخلفاء يرسلون فى كل سنة ثوبا من الحرير الأسود وله علم يكسى به المنبر ، ولما كثرت الكسوة عندهم جعلوها ستورا على أبواب الحرم الشريف. هكذا حكاه ابن النجار.
__________________
(١) انظر : هداية السالك ٣ / ١٤٢٠.