وفى حديث آخر : عن ابن عباس ـ رضى الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجد المدينة ، والمسجد الأقصى ، فصلاة فى المسجد الحرام بمائة ألف صلاة ، وصلاة فى مسجدى بألف صلاة ـ وفى بعض الروايات : كألف صلاة ـ وصلاة فى المسجد الأقصى بعشرة آلاف صلاة» (١).
وعن ذى الأصابع أنه قال : يا رسول الله ، إن ابتلينا بالبقاء بعدك فأين تأمرنا؟
قال صلىاللهعليهوسلم : «عليك ببيت المقدس لعل الله يرزقك ذرية يغدون إليه ويروحون» (٢).
قال أبو أيوب : يعنى مسجد بيت المقدس.
وروى عن ميمونة مولاة رسول الله ـ رضى الله عنها ـ قالت : قلت : يا رسول الله ، أفتنا فى بيت المقدس ، فقال : «ائتوه فصلوا فيه» قالت : كيف إذ ذاك والروم فيه؟! قال : «فإن لم تستطيعوا فابعثوا بزيت يسرج فى قناديله». رواه أبو داود والقزوينى (٣).
وروى عن أبى ذر ـ رضى الله عنه ـ قال : قلت : يا رسول الله ، أخبرنا عن بيت المقدس قال : «أرض المحشر والمنشر ائتوه فصلوا فيه» (٤).
وعن ميمونة بنت الحارث زوج النبى صلىاللهعليهوسلم ـ رضى الله عنها ـ أنها قالت : يا رسول الله أفتنا فى بيت المقدس ، قال : «أرض المحشر والمنشر ائتوه فصلوا فيه ؛ فإن
__________________
(١) أخرجه : عبد الرزاق فى مصنفه ٥ / ١٣٣.
(٢) ذو الأصابع : هو ذو الأصابع التميمى ، ويقال : الخزاعى ، ويقال : الجهنى ، نزيل بيت المقدس (تعجيل المنفعة رقم ٢٩١).
والخبر فى فضل بيت المقدس للواسطى (٣٤) ، الأنس الجليل ١ / ٢٣٥ ، كنز العمال (٢٤٧١٣) رقم (١٣٧٣) حيث أخرجه من طرق عديدة.
(٣) أخرجه أبو داود نقلا عن تيسير الوصول لابن الربيع ٣ / ١٢٧ ، والصالحى فى سبل الهدى والرشاد ٣ / ١٥٣ ، وعزاه لابن ماجه فى سننه ١ / ٤٥٣
(٤) ذكره المحب الطبرى فى القرى (ص : ٦٩٣) ، والصالحى فى سبل الهدى والرشاد ٣ / ١٥٤ ، وعزاه لأبى داود فى السنن ، مختصر تاريخ دمشق ٢ / ٣٢٢.
والمحشر : مفعل من الحشر وهو الجمع ، يعنى : يوم القيامة ، فإذا فتحت الشين فهو المصدر ، وأما موضع الحشر فهو بالكسر. قال الجوهرى : المحشر بالكسر : موضع الحشر. انتهى.