بك وبأمتك.
ثم جاوزناهم حتى انتهينا إلى باب المسجد ، فأنزلنى وربط البراق بالحلقة التى كانت تربط بها الأنبياء عليهمالسلام بخطام من حرير الجنة ، فلما دخلت الباب إذا أنا بالأنبياء والمرسلين ـ وقد ورد فى حديث أبى العالية : بأرواح الأنبياء ـ الذين بعثهم الله قبلى من لدن إدريس ونوح إلى عيسى فسلموا علىّ وحيونى بمثل تحية الملائكة ، قلت : يا جبريل من هؤلاء؟ قال : إخوتك الأنبياء ، ثم جمعهم والملائكة صفوفا ، فقدّمنى وأمرنى أن أصلى بهم ركعتين ـ فى كتاب «المقتفى» : وفى طريق أنه صلىاللهعليهوسلم صلى بالأنبياء فى السموات ـ ثم أتى بآنية ثلاث مغطاة أفواهها ، إناء فيه ماء فقيل له : اشرب ، فشرب منه يسيرا ، ثم دفع إليه إناء آخر فيه لبن ، فقيل له : اشرب ، فشرب منه حتى روى ، ثم دفع إليه إناء آخر فيه خمر ، فقيل له : اشرب ، فقال : لا أريد قد رويت. قال له جبريل : قد أصبت ؛ أما إنه سيحرم على أمتك ، ولو شربت منها لم يتبعك من أمتك إلا قليل ، ولو رويت من الماء لغرقت وغرقت أمتك.
ثم أخذ جبريل بيدى فانطلق بى إلى الصخرة فصعد بى عليها ؛ فإذا معراج لم أر مثله حسنا وجمالا ، ولم ينظر الناظرون إلى شىء قط أحسن منه ، ومنه تعرج الملائكة ، أصله على صخرة بيت المقدس ورأسه معلق بالسماء ، إحدى عارضيه ياقوتة حمراء والاخرى زبرجدة خضراء ، ودرجة من فضة ودرجة من زمرد ، مكلل بالدّر والياقوت ، وهو المعراج الذى يبدو منه ملك الموت فيقبض الأرواح ، فاحتملنى جبريل حتى وضعنى على جناحه ، ثم ارتفع إلى السماء الدنيا من ذلك المعراج ، فقرع الباب ... وساق الحديث إلى آخره (١).
__________________
(١) أخرجه : أحمد ٢ / ٣٧٠ ، البيهقى فى دلائل النبوة ٢ / ٣٣٥ ، الشفا ١ / ١٨١ ، والسيوطى فى الجامع الكبير ٢ / ٤٥٢ ، وعزاه لأحمد ، والبيهقى ، وابن جرير الطبرى ، وابن أبى حاتم ، والحاكم ، والبزار ، وأبى يعلى.