وفاء الأصحاب
لست أنساهُ حين أيقن بالموت |
|
دعاهم فقام فيهم خطيبا |
ثم قال الحقوا بأهليكُم إذ |
|
ليس غيري أرى لهم مطلوبا |
شكر الله سعيكم إذ نصحتم |
|
ثم أحسنتم لي المصحوبا |
فأجابوه ما وفيناك إن نحن |
|
تركناك بالطفوف غريبا |
أي عذرٍ لنا يوم نلقى |
|
الله والطهر جدّك المندوبا (١) |
حاش لله بل نواسيك أو يأخذ |
|
كلّ من المنون نصيبا |
فبكى ثم قال جوزيتم الخير |
|
فما كان سعيكم أن يخيبا |
ثم قال اجمعوا الرجال وشبّوا |
|
النار فيها حتى تصير لهيبا |
وغدا للقتال في يوم عاشوراء |
|
فأبدى طعناً وضرباً مُصيبا |
فكأنّي بصحبه حوله صرعى |
|
لدى كربلا شباباً وشيبا (٢) |
__________________
(١) هكذا ورد في المنتخب وواضح أن صدر البيت جاء على مجزوء المتدراك المرفّل أي ( فاعلن فاعلن فاعلاتن ) وليس من بحر الخفيف الذي نظمت عليه القصيدة.
(١) المنتخب للطريحي : ص ٣٩٩ ـ ٤٠٠.