مخاض النجوم
قلبٌ على شِفَةِ الرملِ الحَرُوق صبا |
|
فعاد من هَمْسِهِ المذبوح شوطَ إبا |
يجتازُ أفياءَ دنيانا إلى خَلَدٍ ... |
|
لمكفهرِّ المنايا يبتغي طلبا |
يُطلُّ من لغةٍ ظمياء مُلهِمَةٍ |
|
بيانُها مُخْرِسٌ من قالَ أو خطبا |
وقد تجحفلَ شوكُ الأرض أجمعُهُ |
|
يحاصرُ الدينَ والأخلاق والكُتبا |
تململَ الفَلكُ الدوّارُ معتذراً |
|
أنْ يُطلعَ الفجرَ أو أنَ يكشف
الحُجبا |
وطالَ ليلٌ كأنَّ الدهر عضَّ بهِ |
|
على نواجذهِ اليَهماء واضطربا |
هنا تَبتّلَ انجيلٌ فرتلّهُ |
|
فمُ الزّبور مع القران مُنتحبا |
هنا على النهر ترنو ألفُ مشنقةٍ |
|
إلى الصباح لتُطْفي الشمسَ والشُهُبا |
هنا زفيرُ المنايا الحُمرِ منتظرٌ |
|
مخاضَةُ الصعب مزهوّاً ومنتصبا |
وقد تدافَعت الدنيا بكلكلها |
|
على ابنِ فاطمةٍ ما اهتزَّ وارتعبا |
تجوبُ وارفةُ الآمالِ خيمتَهُ |
|
بذي الفجاج ويزدادُ الأسى طربا |
ويرمقُ الأفقَ يُذكي جمرَهُ عَطشاً |
|
فيستطيبُ احتدام المجد واللهبا |
غداً تُمزُّقني هذي السيوف لمن ؟ |
|
لتكتسي الزَبَدَ المزدولَ والكذبا |
__________________
(١) هو : الشاعر المبدع الأستاذ يقين البصري ، ولد في البصرة سنة ١٣٧٠ ه ، أنهى دراسته الأولية فيها ، ودخل جامعة بغداد ـ كلية القانون ـ سنة ١٣٩١ ه وتخرّج منها سنة ١٣٩٥ ه ، وله مشاركات في الاحتفالات والمنتديات الأدبية والثقافية ، ومن نتاجه الأدبي ديوان شعر مخطوط وكتابات اخرى.