(٢)
صورة من الوداع
صاحِ دهري ولم أكن بالجزوعِ |
|
قد رماني بكلّ خطبٍ فظيعِ |
وسقاني كؤوس همٍّ وحزن |
|
سلبت راحتي وأحنت ضلوعي |
ذالكم حين صاح ليلاً حسينٌ |
|
يا بني هاشم بصوتٍ رفيعِ |
هذه ليلة الوداع فقوموا |
|
بعد لبس القلوب فوق الدّروعِ |
ودّعوا الطاهرات وابكوا عليها |
|
وهي تبكيكم بحمر الدّموعِ |
حرّ قلبي لزينب الطّهر لمّا |
|
أقبل الطّاهرون للتّوديعِ |
رأتِ الأمَّ تلثم الابن شوقاً |
|
وكذا الابن ينحني بخضوعِ |
يلثم الوالد الحنون فيحنو |
|
فوقه من أسىً بقلبٍ وجيعِ |
فهو طوراً يرنو العيال وطوراً |
|
يرسل الطرف نحو مهد الرّضيعِ |
حيث يدري بطفله سوف يُرمىٰ |
|
وعن الماء يرتوي بالنَّجيعِ (١) |
__________________
(١) ديوان ميراث المنبر للمنصوري : ص ٢٢٤.