ووجوه الشيعة ، فهو الآخر كان بصيراً بالألحة وشؤونها (١).
وعلىٰ أية حال ، فإن معالجة السلاح وإصلاحه حتىٰ وإن تمت على يد جون رضياللهعنه أو غيره من الأنصار فإنها لم تخرج عن إشراف الحسين عليهالسلام ورعايته وأمره ، إذ المقطوع به أنهم كانوا جميعاً رهنَ إشارته وفي خدمته ولا يصنعون شيئاً دون رضاه ـ صلوات الله عليه ـ.
ومن الأمور التي قام بها عليهالسلام أنه أمر أصحابه أن يجعلوا خيامهم في خط واحد ، وأن يقربوا البيوت بعضها من بعض ويدخلوا الأطناب بعضها في بعض ، وقيل إنها صارت علىٰ شكل الهلال مما يعزز جبهتم القتالية.
وأن يكونوا بين البيوت فيستقبلون القوم من وجه واحد ، والبيوت من ورائهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم قد حفت بهم إلا الوجه الذي يأتيهم منه عدوّهم (٢). وإنما فعل هذا لئلا يتسلل الأعداء من منافذها.
وقد أمر عليهالسلام أصحابه بحفر خندق في مكان منخفض كأنه ساقية وراء الخيام ، كما أمر بحطب وقصب كان من وراء البيوت ، وذلك لاستخدامه في الصباح وإشعال النار فيه ، وذلك ينفعهم في أمور وقائية هامة منها :
أ ـ لتكون عوائلهم في أمان من العدو ومن أولئك الذين يتجولون حول
__________________
(١) الكنىٰ والألقاب للقمي : ج ١ ، ص ٣٤.
(٢) تاريخ الطبري : ج ٤ ، ص ٣١٩ ، الإرشاد للشيخ المفيد : ص ٢٣٢.