(١)
مشيئة الدم
عليه اُغمضُ روحي ـ حلمَه العجبا ـ ! |
|
فكيف فرَّ إلى عينيَّ مُنسربا |
ومن أضاءَ له حُزني فغادَرَهُ |
|
إلى فضاءٍ قصيّ اللمح فاقتربا ! |
حتى تسلّل من حُبٍّ ومن وجعٍ |
|
دمعاً يُطهّر نبعَ القلب لا الهدبا |
رأيتُ فيما رأيتُ الدهشة انكسرت |
|
وخضّبت جسداً للمستحيل كبا |
وكأن يَلقى سيوفَ الليل منصلتاً |
|
ويستفزُّ مُدىً مجنونة وظبى |
وكان يعبر في أشفارها فزعاً |
|
مُرّاً ، وترتدُّ عن أوداجه رعُبا ! |
تمتدُّ لهفتها حيرى فيُسلمُها |
|
إلى ضلوع تشظّت تحتها نهبا |
مَنْ ينحرِ الماء مَنْ يخنقْ شواطئه ؟ |
|
والنهر مدَّ يديه نحوه ... وأبى ! |
فناولني دمَهُ يا ليلة عبرت |
|
إلى النزيف جريح الخطو منسكبا |
* * *
__________________
(١) هو : الشاعر الأستاذ فرات الأسدي ، ولد سنة ١٣٨٠ ه ، من عائلة علمية معروفة ، أنهى شطراً من الدراسة الاكاديمية ودرس عدة مراحل في الحوزة العلمية ، ومن نتاجه الأدبي ١ ـ ذاكرة الصمت والعطش ( مطبوع ) ٢ ـ صدقت الغربة يا ابراهيم ٣ ـ النهر وجهك ٤ ـ الخناجر الميتة ( رواية ) ، وله مساهمات فعالة في النوادي الأدبية والثقافية والدينية ، كما شارك في الصحافة والكتابة الأدبية ، ويدير الآن دار الأدب الاسلامي : مشروع النبي صلىاللهعليهوآله وأهل بيته في الشعر العربي.