ليلة الحزن
يا ليلةَ الحزنِ خُطي للنُهى علما |
|
فقد كتبناكِ في أعماقِنا ألما |
ثارت بك الاُسدُ والعلياءُ مقصدُها |
|
لِتحصُدَ الغيَّ مِمن عاثَ أو ظلما |
هزَّتْ عروشَ بني سفيان قاطبةً |
|
ًبصرخةٍ أسمعت من يشتكي الصمَما |
قومٌ قليلونَ لكن عزمهُم جبلٌ |
|
إذا دنا السيفُ منهم رنَّ وارتطما |
اُولاءِ سُلاّكُ دربٍ قصده وهجٌ |
|
مِنَ الضميرِ يرى فيض الدما نِعَما |
يحدو بهم للمنايا نصرُ مبدئِهم |
|
فعانقوا الفجرَ يَسقونَ العدى حِمما |
ما زّل يوماً لهم في موقف قدمٌ |
|
وما أقرّوا على ظُلمٍ لِمَنْ حكما |
يستبشرون وهم في ليلةٍ مُلئتْ |
|
رُعباً كأنّ المنايا كانت الحُلما |
جَنَّ الظلامُ وأرضُ الطفِ مشرقةٌ |
|
بأوجهٍ لم يُخالِط حُسنها السأما |
تدنو المنيةُ والأصحابُ في شُغلٍ |
|
عن الحياةِ ولم يَبدو لها ندما |
ويعجبُ الناسُ إنّ الليلَ حين بدا |
|
يَمدُّ جُنحاً من الظلماءِ مُحتدما |
قال الحسينُ لهم خُفّوا على عجلٍ |
|
فما سوايَ أرادَ المعتدونَ دما |
__________________
(١) هو : الخطيب الشاعر الفاضل الشيخ إبراهيم بن علوان النصيراوي ، ولد سنة ١٣٧٦ ه في محافظة العمارة ـ العراق ، أكمل دراسته الأعدادية ثم التحق بالحوزة العلمية في النجف الأشرف عام ١٣٩٩ ه ، وبعد أن أكمل مراحلها الأولى حضر درس السيد الخوئي قدسسره ، ومن تأليفاته : ١ ـ حديث كربلاء ٢ ـ القواعد النحوية ٣ ـ أعلام الفقهاء ٤ ـ ديوان شعر ( مخطوط ) ، وله مشاركات في النوادي الأدبية والثقافية والدينية.