(١)
فديتك يا أخي
هلاّ علمتَ بيوم عاشوراءِ |
|
ماذا جرى من كربةٍ وبلاءِ |
فيه الحرائر قد بكين من الأسى |
|
وجفونهنّ نأت عن الإغفاء |
وصغارهنّ تعجّ من فرط الظّما |
|
والأرض تغرق حولهم بالماء |
وتلفّ أنوار اليقين ضلالةً |
|
كاللّيل لفّ البدر بالدّهماء |
وصهيل خيل الظلم قد بلغ المدى |
|
حتى تجاوز قمة الجوزاء |
والشمس تحتضن الرماح كأنها |
|
ترمي عليها ألفَ ألفِ غطاء |
والحزن ضمّ جفون آل محمدٍ |
|
وقلوبهم بنوازل البلواءِ |
وبدا الحسين يسنُّ شفرة صارمٍ |
|
فيه يواجه كثرة الأعداء |
ويعاتب الدهرَ الخؤون بحسرةٍ |
|
منها يقاسي شدة الأرزاء |
سمَعتُه حاميةُ العيال فأسرعت |
|
تَرنو اليه بمقلةٍ حوراء |
قالت فديتُكَ يا أخيّ بمهجتي |
|
وحشاشتي ومحاجري ودمائي |
ليت المنيّة أعدمتني والفنا |
|
رقصت مصائبه على أشلائي |
تشكو زمانك هل يئست من البقا |
|
وجماله يا فلذة الزهراء |
يا غاسلاً بالدمع لون محاجري |
|
حتى غدت كالشمعة البيضاء |
سيطول بعدك يا أُخيّ تنهّدي |
|
وتلوّعي وتأسّفي وبكائي |