(٥)
الجفونُ المُسّهَدة
فرَّ التقىٰ وتبرّأ القرأنُ |
|
ممَّن بهِم تتحكّمُ الأوثانُ |
إسلامُهُم ما كان إلا خدعةً |
|
فيها تجلّى الزورُ والبهتانُ |
باعوا الضمائرَ بالضلالِ وآثروا |
|
دنُيا بها يتعطّلُ الوجدانُ |
وعدوا الحسينَ بنصره وتخلّفوا |
|
عنه وعهدُ محمّدٍ قد خانوا |
والبغيُ أنهضهم إليه وأعلنوا |
|
حَرباً عِواناً قادها الطغيانُ |
وتجمّعوا حولَ الفُراتِ بخسةٍ |
|
ما ردَهُم شَرفٌ ولا إيمانُ |
أطفالُه مثلُ الورودِ بِلا ندى |
|
والماءُ ـ جارٍ قُربُهم ـ غِدرانُ |
والرعبُ حولَ نسائِهِ بعثَ الأسىٰ |
|
فيهنَّ وهو محاصَرٌ ظمآنُ |
سامُوهُ أن يَردَ الهوانَ أو الردىٰ |
|
وهل الصقورُ تُخيفُها الغُربانُ ؟ |
فأبى الهوانَ لأنَّ فيه مذلةً |
|
وبه لربّ محمدٍ عِصيانُ |
أنَّى لشبلِ المرتضى أن يرتضي |
|
عاراً حَوتهُ مذلَّةٌ وهوانُ |
فاختارَ حرباً كاللهيبِ غمارُها |
|
حمراء منها تفزعُ الأزمانُ |
وتبادرت نحو المنيةِ عصبةٌ |
|
معَهُ بها يستبشرُ الميدانُ |
وسمتْ أماجدُها إليه كأنّهُ |
|
مَلِكٌ سَمَتْ لجلالِه التيجانُ |
ومَشتْ إلى الغمراتِ لا ترجو سوى |
|
رضوانِه فتباركَ الرضوانُ |
يمشي الهوينا نحو خيمةِ زينبٍ |
|
أُمّ العيالِ وكلّهُ اطمينانُ |