سنقف عند أحد المداخل المتفاعلة مع الليلة ، وهذا المدخل هو الخطاب الذاتي الخاص بالشاعر عندما ينادي ليلة عاشوراء لنرى سمات وصفات وأبعاداً سنحددها تباعاً من مجمل خطابات شعراء المجموعة كالآتي :
لابدّ لظاهرة الألم والتوجّع أن تطفو على السطح في الغليان الإنساني المنفعل بالقضية الحسينية على وجه العموم ، لكني أقصد هنا حصر الخطاب الشعري لليلة عاشوراء بالصورة العامة للألم والمأساة بدون تفاصيل فنرى الشيخ النصيراوي يخاطبها :
ياليلة الحزن خطّي للنهى علما |
|
فقد كتبناك في أعماقنا ألما |
وهو بعد يوضح أثر الليلة على حزن الشاعر ، حيث يتجسد هذا الحزن بصورة دمع يسيل دماً عند الشيخ المنصوري في خطابه لها :
بك يا ليلة الوداع الرهيب |
|
سال دمعي دماً لرزء الغريب |
أو أن يتجسد جمراً وحرقة في الأكباد عند السيد القزويني :
ليلة العاشر قد خلّفت حتى الحشر في الأكباد جمراً
وهو بعد يخاطب فيه الشاعر الليلة كحق مضيّع ، فيسقطها تاريخياً على