المساء الأخير
زينب عليهاالسلام تخاطب ليلة العاشر
طُلْ يا مساءُ فلا أروم صباحا |
|
إن كان صبحُك للأسى مفتاحا |
لو دَرّ ضرع الصبح خيراً لإمرىءٍ |
|
فأنا سأُسقى ضيمَهُ أقداحا |
وإذا تلألأ نورُهُ متبّسماً |
|
ألقى عليَّ من الهموم وشاحا |
يا ليلُ لم أسأم ظلامكَ طالما |
|
عيناي تُبصرُ كوكباً لمّاحا |
فمتى انجليت فسوف أُفجع بالذي |
|
عنّي يزيل الغمَّ والأتراحا |
لو كنت تعلمُ ما يحلُّ بنا غداً |
|
لم تَطْوِ عن أفق الطفوف جناحا |
يا ليلُ انَّ الأمّ تَسعدُ بابنها |
|
وبه ترى صفو الحياةِ مُتاحا |
ومتى توارى شخصُه عن عينها |
|
قَضَت الحياةَ تأوّهاً ونواحا |
فَلَكَمْ قلوبٍ سوفَ تذرفُ مِنْ دمٍ |
|
دمعاً يفوقُ العارضَ السَّحّاحا |
فغداً جميعُ الطاهرات بكربلا |
|
كلٌّ ستثكل سيداً جِحجاحا |
يا ليلُ صُبحك متخمٌ بفجائعٍ |
|
دمها سيغمرُ أنجداً وبطاحا |
__________________
(١) هو : الشاعر الأستاذ سلمان عاصي الربيعي ، ولد سنة ١٩٥١ م في الحلّة ـ العراق ، له مشاركات في النوادي الأدبية والدينية ، صدر له ثلاثة دواوين شعرية : ١ ـ على أعتاب الديار ٢ ـ الديار المحجوبة ٣ ـ طيف الوطن.