جمالية تناسب عصرنا الحاضر مع عدم فقدانها للدلالة الأصلية التي قيلت من أجلها ، لكنه يخفق أحياناً في إضافاته عندما يتقابل نصه مع نص مثبّت من تلك الليلة العظيمة كما في المثال التالي :
ويقول افٍّ يا زمان حملت لي |
|
هماً وكيداً حالف التنكيدا |
عميت بصائر هؤلاء عن الهدى |
|
ولقيت منهم ضلةً وجحودا |
والأمر للرحمن جلّ جلاله |
|
كتب المهيمن أن أموت شهيداً |
فأعادة صياغة النصّ الاصلي جاءت مهلهلة ومترهلة ونستطيع أن نعزو ذلك إلى أن التقابل هنا تم مع نص شعري للإمام الحسين عليهالسلام وهو إرجوزة وجدانية تفجّعية قالها الإمام عليهالسلام من صفاء روحه الطاهرة وهي عصية على الترجمة واعادة الإنتاج بألفاظها الرقيقة وجرسها المنغّم الدافق ولا نراها تحمل سمة زمانية محددة بل هي لا تعبر عن لحظتها التأريخية فقط لكنها جاءت بلغة طافحة فوق كلّ زمان كنشيد أبديّ خالد ولذا ظهر عجز العسيلي عن التواشج معها والمقابسة وأخفق قبله الشيخ الفرطوسي عندما حاول محاذاتها في :
وهو يتلو يا دهر كم لك غدراً |
|
من قتيل مضرّج بالدماءِ |
لك اُفّ على مرور الليالي |
|
من خليل مولّعٍ بالجفاءِ |
علىٰ إننا نثني علىٰ شجاعة المحاولة وجرأة التجريب فتجربة العسيلي فيها الكثير الكثير من التجاوز على عادية الطريقة التسجيلية ومألوف الاسلوب التوثيقي مما يمتع المتلقي الباحث عن الفن والجمال.