الأستاذ سعيد العسيلي
مع وحدة البحر ( بحر الكامل ) واختلاف القوافي ينفتح سعيد العسيلي في ملحمته علىٰ آفاق تعبيرية أرحب تعينه شاعرية تدور علىٰ الوثائقية التسجيلية بريشة متوثبة تهرب من أسار التأريخية لتتأمل فتُصور ظلالاً ذاتية تتخطى النظم المدرسي وجفافه لتنثر عبير الشعر وعطوره في فضاء النص ولكن بتحرج وتردد سرعان ما يعود إلىٰ قفص التأريخ ليسجل حوادث الليلة بلغة التقرير والخطاب الإخباري لكن نزوعه الشعري ومثابرته لتحديد موقف جمالي تُداخل بين اللغتين وتوازن بين المنحيين فنراه مصوراً بارعاً تارة
في :
والشمس تحتضن الرماح كأنها |
|
ترمي عليها الف الف غطاءِ |
أو :
يا غاسلاً بالدمع لون محاجري |
|
حتىٰ غدت كالشمعة البيضاءِ |
ونراه يزاوج التسحيل الوثائقي بالفن الشعري في :
ليت المنية اعدمتني والفنا |
|
رقصت مصائبه علىٰ أشلائي |
أو :
قالت اتغتصب الهدوء وأنت في |
|
همٍّ لتؤنس وحشتي وشقائي |
فلاحظ في ( والفنا رقصت مصائبه على أشلائي ) تداخل الوثيقة بالفن وكذلك ( أتغتصب الهدوء ) فحوارات الحوراء زينب عليهاالسلام تُقال عند العسيلي بلغةٍ فنيّة