الغد الدامي
في غدٍ يشرق الصباح مدمىً |
|
وعلى الترب أنجمٌ مُطفآتُ |
واشتعال الرمال يلهب أفقاً |
|
أجّجته ضغائن وهناتُ |
والمدى الرحب خلفه يتوارى |
|
فيه غابت شموسه النيّراتُ |
وجفون السماء تقطر دمعاً |
|
سكبته عيونُها الباكياتُ |
علّها تُطفئ اللظي بزلال |
|
وعلىٰ الأرض أكبدٌ ظامئاتُ |
أغلقت دونها الينابيع عذباً |
|
بعدما شحّ بالرواء الفراتُ |
أيبس الطفّ والقلوب جفافٌ |
|
ونفوسٌ عن الرؤىٰ مجدباتُ |
لن ترى غير مقتل الحق نصراً |
|
فهي في صحوة الحياة سباتُ |
غادرت يقظة الضمائر موتىٰ |
|
فتعرّت أشلاؤها الصدئاتُ |
رسمت لوحة الخطيئة بحراً |
|
من جحيمٍ وعمقه الظلماتُ |
أبحرت فيه والمتاه دليلٌ |
|
مزّقتها عواصفٌ مهلكاتُ |
__________________
(١) هو : الشاعر الأستاذ عبّود الأحمد النجفي ، ولد في النجف الاشرف سنة ١٣٦٧ ه ، أكمل الدراسة الثانوية واتّجه بعدها للعمل الحر ، مارس كتابة الشعر الشعبي ثم الشعر العمودي والحر قبل الثمانينات ، عمل في مؤسسات تحقيقية ، وشارك في عدة ندوات أدبية وأمسيات شعرية ، أصدر مجموعة شعرية بعنوان ( اهتزاز الذاكرة ) عام ١٤١٧ ه.