منازل كربلاء
فمضى يخبّر صحبه عما جرى |
|
ويُبين للأمر المهول الأكبرِ |
هذي الطفوف وذي منازل كربلا |
|
أفما ترون لسابقي لم يجسر |
قد قال جدي إنها أوطاننا |
|
وبها تسيل دماؤنا كالأبحر |
وبها تسام الخسف نسوة أحمد |
|
وبها تصيب الدين طعنة أكفر |
لكنّكم في الحلّ مني فارحلوا |
|
من قبل ابلاج الصباح المسفر |
قالوا له انت الصباح وسيره |
|
فيه الصلاحُ لعاقلٍ مستبصر |
ماذا نقول إذا أتينا أحمداً |
|
وأباك والزهراء عند الكوثر |
تفديك يا نفس الرسول نفُوسنا |
|
وأقل شيءٍ أن تُراق بمحضر |
فاصدع بأمرك تحظ قصدك عاجلاً |
|
وترَ الصحيح من القتال الأكبر |
لله در نفوسهم لمّا علوا |
|
فوق السوابق والخيول الضمَّر |
فكأنَّهم فوق الخيول كواكبٌ |
|
تسمو على مرّيخها والمشتري |
وكأنَّ خيلهمُ نجومٌ قد هوت |
|
رجماً لشيطانٍ وكلّ مكفّر |
لم يحسبوا رشق النبال أذَّيةً |
|
كلا ولا طعن الرماح بمُذعر |
ولكم أبادوا من عُصاةٍ ذادةٍ |
|
لبسوا الدروعَ واقبلوا كالأنسُر |
حتى قضوا ما بين مشتبك القنا |
|
وبقي حسينٌ مفرداً لم يُنصر (٢) |
__________________
(١) هو المرحوم الشيخ عبد الله بن الشيخ علي بن محمد بن علي بن درويش القطيفي المشهور بالعوى ، أحد أعلام القرن الثالث الهجري توفي سنة ١٢١٠ ه.
(٢) محرك الأشجان : للحاج أحمد العوى : ص ٥٥٨.