(٢)
دجى الليل
يا ليلةَ العشر كم تسمو بكِ الفكَرُ |
|
وفي دروسك ما تحيى به العِبرُ |
رهطٌ لنسل رسول الله يطرده |
|
عن داره موغلٌ بالظلم مؤتزرُ |
رهطٌ تقاذفه البيداء لا سكنٌ |
|
يأوي إليه ، عليه حَوّم الخطرُ |
يا للعجائب كم للظلم من صورٍ |
|
يأتي بها بشرٌ في فعله أشِرُ |
مثل الحسين الذي في جدّه نَعُمتْ |
|
هذي الأنام غدا يُجفى ويُحتقرُ |
ونغلُ ميسون بين الناس حاكمُها |
|
وهو الذي لم يصنه الدين والخفرُ |
يُملي على السبط إذعاناً لبيعته |
|
ودون ما يبتغيه الصارم الذّكرُ |
حاشا ابن فاطمة أن يغتدي تبعاً |
|
وهو الذي غُصنه ما عاد ينكسرُ |
* * *
يا ليلةَ العشرِ من عاشور أيّ فتىً |
|
قد بات ليلك لا ماءٌ ولا شجرُ |
وحوله النسوةُ الأطهار ذاهلةً |
|
وسط الخيام ومنها القلبُ منفطرُ |
كلٌ تراها وقد أودى المصاب بها |
|
وعندها من مآسي صبحها خَبرُ |
وبنيها زينبٌ والهم يعصرها |
|
ودمعها من جفون العين ينحدرُ |
ترى الحسينَ أخاها وهو يُعلمها |
|
بقتله والعدا من حوله كُثُرُ |