(١)
مناجاة الحسين عليهالسلام
ناولوني القرآن قال حسين : |
|
لذويه » وجدَّ في الركعاتِ |
فرأى في الكتاب سِفرَ عزاءٍ |
|
ومشى قلبه على الصفحاتِ |
ليس في القارئين مثلُ حسينٍ |
|
عالماً بالجواهر الغالياتِ |
فهو يدري خلف السطور سُطوراً |
|
ليس كلُ الأعجاز في الكلماتِ |
للبيان العُلوي ، في أنفُس الأطهار ، |
|
مسرى يفوقُ مسرى اللغاتِ |
وهو وقفٌ على البصيرة ، فالأبصارُ |
|
تعشو ، في الأنجم الباهراتِ |
يقذف البحرُ للشواطىء رملاً |
|
واللآلي تغوص في اللُّجاتِ |
والمصلُّون في التلاوة أشباه |
|
وإنَّ الفروق بالنيّاتِ |
فالمناجاة شعلةٌ من فؤادٍ |
|
صادق الحس مُرهف الخلجاتِ |
__________________
(١) هو : الأديب اللبناني الكبير الأستاذ بولس سلامه ،ولد سنة ١٩١٠ م في قضاء جزين ـ لبنان ، درس الحقوق في الجامعة اليسوعية ، وعمل قاضياً سنة ١٩٢٨ م ، وتوفي سنة ١٩٧٩ م ، له عدة دراسات أدبية وفكرية معروفة ، من مؤلفاته : ١ ـ أيام العرب ( ملحمة ) ، ٢ ـ عيد الغدير ( ملحمة إسلامية ) ، تناول فيها سيرة أهل البيت عليهمالسلام في أهم ما يتصل بهم واختتمها بمأساة كربلاء ، وقد أنتج هذه الملحمة على فراش الألم كما يُذكر ، وذلك باقتراح من المرحوم الحجة السيد عبد الحسين شرف الدين قدسسره.