ما العذر عند محمد
وحصانِ ذيلٍ كالأهلّة أوجهاً |
|
بسنائها وبهائها وصفاتِها |
ما زال يخترق الفلا حتى أتى |
|
أرض الطفوف وحلَّ في عرصاتها |
وإذا به وقف الجواد فقال يا |
|
قوم أخبروني عن صدوق رواتها |
ما الأرض قالوا : ذي معالم كربلا |
|
ما بال طرفك حادَ عن طُرقاتها |
قال انزلوا : فالحكم في اجداثنا |
|
أن لا تُشقّ سوى على جنباتها |
حطّ الرحال وقام يُصلح عضبه |
|
الماضي لقطع البيض في قمّاتها |
بينا يُجيل الطرف إذ دارت به |
|
زُمَرٌ يلوح الغدر من راياتها |
ما خلتُ أنّ بدور تمّ بالعرا |
|
تُمسي بنو الزرقاء من هالاتها |
* * *
__________________
(١) هو : الشيخ محمد بن اسماعيل البغدادي الحلي الشهير بابن الخلفة ، شاعرٌ ناثر أديب ولد ببغداد وهاجر أبوه منها وهو طفل إلى الحلة ، ونشأ محبّاً للأدب ، واتصل ببعض الأعلام منهم الشيخ أحمد النحوي فذاعَ صيته واشتهر أمره حتى عند الاُمراء والولاة ، وهو مع ذلك لم يحضر على استاذ سوى ما كان يتلقفه من النوادي والمجالس ، قال عنه صاحب الحصون المنيعة في ج ٩ ص ٣٣٥ : كان أديباً شاعراً ، يُعرب الكلام على السليقة ، ولم يحصل على العربية ليعرف المجاز من الحقيقة ، وكان يتحرف بالبناء على انه ذو إعراب ، ويطارح الشعراء في غير كتاب ، وله شعر في الأئمة الأطهار وفي مدح العلماء والأشراف ، وكانت له اليد الطولى في فن البند ، توفي سنة ١٢٤٧ ه في الحلة ونقل إلى النجف ودفن فيها. راجع : ادب الطف للسيد جواد شبر : ج ٦ ص ٩٤ ـ ٩٦.