هَبّوا وأعُينهم بالدمعِ ناطقةٌ |
|
واللهِ دونكَ نرجو الساعةَ العدما |
لو قطَّعونا بأسيافٍ لهم إرباً |
|
لَما رضخنا ونمضي للفدا قُدُما |
إنَّا على العهد لم نخذلكَ في غدنا |
|
وكيفَ يخذلُ مَنْ في حُبكم فُطما |
* * *
ثم انثنى لبناتِ الوحي ينظُرها |
|
رأى الجلال على تلك الوجوهِ سَما |
قد جلّلتهُنّ أيدي المكرماتِ فما |
|
أرجفنَ في القول أو ثبَّطن من عزما |
تقودهُنَّ إلى العلياءِ زينبُهمْ |
|
تلك التي ورثت من حيدرٍ عِظما |
قد ودّعت إخوةً عزّت نظائرُها |
|
بأدمُعِ البِشرِ منها سالَ وانتظما |
تضمُّ في كفّها قلباً لها وَجِلاً |
|
وعَزمُها يتحدى ظالماً رَغما |
تحكي علياً ويومُ الروعِ يعرفُه |
|
يُعطي البسالةَ حقاً صارماً وفَما |
ما احتجّ إلا وكان الندُّ مُنكسراً |
|
أو كرَّ إلاّ وكان الخصمُ مُنهزِما |
وهؤلاء بنوه الوارثون أباً |
|
بسيفه وبه جبريلُ قد قسما |
هُم هؤلاء لهم يهوى العُلا شرفاً |
|
هُم هؤلاءِ رقوا في مجدهم قِمما |
قد جَنّهم ليل حزنٍ حاملاً غُصصاً |
|
لو مَست الطودَ أضحى صَلدُه رِمما |
جيشانِ جيشٌ يحاكي الشمسَ منظرُه |
|
وآخرٌ راح في درب الضلال عمى |
يُعمّرون لهم ديناً على وهمٍ |
|
وإنَّ أخسر شيءٍ من بنى وهما |
|
إبراهيم النصيراوي ٨ / ذو القعدة / ١٤١٦ ه |