غداً ستنتهبُ الذؤبان أفئدةً |
|
هي النجومُ العذارى لحمَها نَهَبا |
غداً سأُطعمُ أسيافَ العدى جسدي |
|
وأخوتي الشُمَّ والأبناء والصُحُبا |
أنا على ضفةِ الأمواج مَشرعَةٌ |
|
عطشى تؤمّل أنْ تُعطي وأنْ تهبا |
يا دهرُ بئسَ خليلٍ أنتَ منطوياً |
|
على مخالبِ ذئبٍ فاعلاً عجبا |
لم ترعَ أيَّ ذمامٍ حقَّ صاحبهِ |
|
عن الحتوف وترضى الزيف والرِّيَبا |
على حوار ضميرِ الكون قد فَزَعَتْ |
|
بنتُ النبي بقلبٍ غصَّ وارتهبا |
أراكَ تُسْلِمُ للموت الزؤام دماً |
|
مُقدّساً والطهورَ القلبَ والحَسبا |
فقالَ لا تجزعي وعدٌ وعِدْتُ به |
|
لأرقأ الليلَ أو أعطي الزمان صِبا |
وحولَهُ العصبةُ العظمى مجنّحةٌ |
|
هيَ الليوث تُزيلُ السهلَ والصَعِبا |
يا مطلعَ الشمسِ هذا الليل تُغرقُنا |
|
أمواجُهُ والصراعُ الفذُّ ما اقتربا |
لَنُشعِلَنَّ غداً دنيا الفداءِ لظىً |
|
والحربَ أسطورةً ما مثلُها كُتبا |
دونَ الحسين نُروّي كلَّ لاهبةٍ |
|
من الرمالِ ونُغري الموتَ أنْ يثبا |
لننصبنَّ مناراً من دمٍ شرسٍ |
|
مدى الزمانِ عصّياً ثائراً صَلِبا ... |
يا ليلةً يا مخاضَ الدهر يا حقباً |
|
قدسيّةً يا نضالاً مورقاً ذهبا |
يا ليلةً من عذاباتٍ مُطرّزةٍ |
|
با لكبرياءِ شَطَبْتِ المَحْل ،
والجَدَبا .. |
يا ليلةً عمرُها التأريخ أجمعُهُ |
|
والمجدُ أشرفُهُ بالعِزِّ ما اكتُسِبا |
ويا حديثَ المدى الأقصى بما نضَحَتْ |
|
مكارمُ السبطِ حدّثني حديثَ إِبا |
|
يقين البصري ١٤ / ٨ / ١٤١٦ ه |