المعجمي المحدود ، وكأن الصحيّح انتشلها من نسقها القديم ونظّفها من أغبرة الإستخدام المألوف وركّب لها جناحين لتطير في سماء شاعريته ، ونرى أيضاً :
فتعانقا روحين سلّهماالأسى |
|
بصفائه من قبضة الصلصال |
وكأنه يقول إنّ الألم الإنساني في تجلّياته المأساوية يجرّد الإنسان من طينيّته ليسمو روحاً تعانق الأرواح القدسية المتآخية.
ونلاحظ ايضا :
قطع استدارة دمعة في خدّها |
|
وأراق خاطرها من البلبال |
هذا النظر إلى كتلة الأجسام التي يصوّرها وتحديد أشكالها داخل منظور هندسي تتشابك المفردات في تظليلها وتلوينها ، يكشف اللمسات البارعة للريشة المبدعة التي يقبض عليها جاسم الصحيّح بكل كفاءة واقتدار تجعل من شاعريته الفيّاضة متقدمة بخطوةٍ أوسع من مجايليه.