أيُّ عقل لا يؤمن بأحقّيّة الإمام عليٍّ في الخلافة ، وقد تقدَّم الشيخان : أبو بكر وعمر إليه يوم غدير خمٍّ ، وكلٌّ منهما يقول : بخ بخ لك يا بن أبي طالب ، أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كلِّ مؤمن ومؤمنة (١)؟
أيُّ عقل لا يؤمن بأحقّيّة الإمام في الخلافة ، وهو الذي قال فيه الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم في حديث طويل : إن الحقَّ معه حيث دار (٢)؟
إن عليّاً ـ كرَّم الله وجهه ـ هو الأحقُّ بالخلافة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ; لتلكم الصفات المجتمعة فيه ، ولا ريب :
ولم تك تصلح إلاَّ له |
|
ولم يك يصلح إلاَّ لها |
وتولّي أبي بكر الخلافة من بعد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، مع وجود الإمام الفاضل ليس دليلا على أفضليَّة أبي بكر على عليٍّ عليهالسلام ، إنّها السياسة في كل زمان ومكان ، إنّها حصيلة يوم السقيفة ، إنّها نتاج اختلاف الآراء يوم طلب سيِّد الوجود صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى الحاضرين من أصحابه أن يؤتوه دواة وصحيفة ، ليكتب لهم كتاباً لن يضلّوا بعده (٣).
ثمَّ قلت : هل تنعقد الخلافة بالنصِّ أم بالإجماع؟
أجاب : لا ريب أنّه إذا جاء النصُّ بطل ما دونه ، وهو قاعدة أصوليّة.
وقلت : ما رأيكم في فتح باب الاجتهاد؟ وما هو السبب في غلقه؟
__________________
١ ـ مسند أحمد بن حنبل : ٤ / ٢٨١ ، المصنّف ، ابن أبي شيبة : ٧ / ٥٠٣ ، ح ٥٥ ، تاريخ بغداد ، الخطيب البغدادي : ٨ / ٢٨٤ ، رقم : ٤٣٩٢ ، المناقب ، الخوارزمي : ١٥٦ ح ١٨٤ ، تأريخ دمشق ، ابن عساكر : ٤٢ / ٢٣٣ ، البداية والنهاية ، ابن كثير : ٥ / ٢٢٩ و ٧ / ٣٨٦ ، ينابيع المودّة ، القندوزي : ٢ / ٢٤٩ ح ٦٩٩ ، ذخائر العقبى ، أحمد بن عبدالله الطبري : ٦٧.
٢ ـ تقدّمت تخريجاته.
٣ ـ تقدّمت تخريجاته.