وقال علي عليهالسلام للزبير يوم الجمل : أما تذكر يوم كنت أنا وأنت في سقيفة قوم من الأنصار ، فقال لك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أتحبُّه؟ فقلت : ما يمنعني؟ قال : أما إنّك ستخرج عليه وتقاتله ، وأنت ظالم (١).
وروى سهل بن سعد ، قال : قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : إني فرطكم على الحوض ، من مرَّ عليَّ شرب ، ومن شرب لم يظمأ أبداً ، ليردن عليَّ أقوام أعرفهم ويعرفوني ، ثمَّ يحال بيني وبينهم.
قال أبو حازم : فسمعني النعمان بن أبي عياش ، فقال : هكذا سمعت من سهل؟ فقلت : نعم ، فقال : أشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته وهو يزيد فيها : فأقول : إنهم منّي ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول : سحقاً سحقاً لمن غيَّر بعدي.
وروى أبو هريرة أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : يرد عليَّ يوم القيامة رهط من أصحابي ، فيجلون عن الحوض ، فأقول : يا ربِّ! أصحابي ، فيقول : إنَّك لا علم لك بما أحدثوا بعدك ، إنهم ارتدُّوا على أدبارهم القهقرى (٢).
وغيرها من الروايات (٣) التي تدلُّ على أن الصحبة ليست موجبة للعصمة
__________________
البلاغة ، ابن أبي الحديد : ٤ / ١٠٧ ، تاريخ مدينة دمشق ، ابن عساكر : ٤٢ / ٣٢٣ ، تهذيب الكمال ، المزي : ٢٣ / ٢٣٩ ، مجمع الزوائد ، الهيثمي : ٩ / ١١٨.
١ ـ المستدرك ، الحاكم النيسابوري : ٣ / ٣٦٦ ، الأخبار الطوال ، الدينوري : ١٤٧ ، الإمامة والسياسة ، ابن قتيبة : ١ / ٩٢ ، شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ٢ / ١٦٧ ، كنز العمال ، المتقي الهندي : ١١ / ١٩٦ ح ٣١٢٠٢.
٢ ـ صحيح البخاري : ٧ / ٢٠٧ ـ ٢٠٨.
٣ ـ والتي منها أيضاً ما روي عن ابن المسيب أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : يرد عليَّ الحوض رجال من أصحابي ،