في نفس الصحابي.
٣ ـ ولا إجماع على عصمتهم
وقد ذكرت لك سابقاً قول بعض العلماء في عدم صحّة نسبة العصمة إلى الصحابة.
٤ ـ العقل يرفض عصمتهم بلا ملاك
العقل يرفض أن يمنح مقام العصمة الذي هو أعلى مرتبة من مراتب القرب والمنزلة للعبد عند الله جلَّ جلاله ، والكرامة لديه سبحانه بلا ذريعة ولا عمل مبرِّر إلاَّ أن له صحبة مع الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لا غير ، وهل هذا يكفي كمبرِّر وعذر لئلا يحترق بنار جهنم مهما فعل؟ ولماذا نحن نحترق بنارها التي لا تمسُّ الصحابة دوننا لأننا حرمنا من الصحبة لا غير؟
وهل العدل يذعن إلى هذا الملاك والمقياس ، أو أن العقل والمنطق يقبله؟ كيف وهو أحكم الحاكمين يحكم حكماً لا يستسيغه العقل والحكمة؟ تعالى عن ذلك علوّاً كبيراً ، وهو القائل : ( لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ) (١).
عود على أدلة الجمهور
وأمَّا الروايات التي ذكرتها حول الصحابة فقد ذكر العلماء فيها ما يوجب قدحاً ، إضافة إلى بعدها عن المقاييس والموازين والمعايير الشرعيّة.
قال : كيف ، وقد قال العظيم في كتابه : ( أُوْلَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمُ
__________________
فيحلَّؤون عنه ، فأقول : يا ربِّ! أصحابي ، فيقول : إنّك لا علم لك بما أحدثوا بعدك ، إنهم ارتدُّوا على أدبارهم القهقرى. صحيح البخاري : ٧ / ٢٠٨.
١ ـ سورة النجم ، الآية : ٣١.