استجاب ، وليس مجرَّد السماع ، ويكفي استعمالها عند العرب بقولهم : هل يسمع فلان منك أم لا؟ وهو ليس سؤالا عن حالة أذنيه وطرشه!!
وفي سنن النسائي : ٨ / ٢٦٣ : عن أبي هريرة يقول : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : اللهم إني أعوذ بك من الأربع : من علم لا ينفع ، ومن قلب لا يخشع ، ومن نفس لا تشبع ، ومن دعاء لا يسمع. انتهى.
وفي هذا كفاية ، فأجب على ما ذكرته في موضوعنا.
صارم : أشكرك على إحالتك وبيانك ، وسؤالي ـ وأرجو ألا تتذمَّر : لم تلجأون إلى الواسطة بينكم وبين الله؟ ألم يخلقنا؟ ألم يرزقنا؟ أليس سبحانه هو المتكفِّل بنا؟ ألم يقل لنا : ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) (١) بلا واسطة؟ ألا تعلم أن العبد أقرب ما يكون من ربِّه وهو ساجد؟ ألا تعلم أن كل وازرة لا تزر وزر أخرى؟ ألا تعلم أن الإنسان مهما بلغ من الكمال فهو عبد ضعيف مربوب لله تعالى ، لا يملك لنفسه ضرّاً ولا نفعاً؟ فأيُّ فرق بيننا وبين الأموات؟ وقد ذكرت لك أن عمر استشفع بعمِّ النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ولم يلجأ إلى قبر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم! فلم لم يفعل ذلك؟ أتراه غفل عما تدعون إليه؟! نعم للإنسان أن يطلب من آخر حيٍّ أن يدعو له ، أمَّا من الميِّت فإن الميِّت لا حول له ولا قوَّة!! ولو كان بيده شيء لدفع الموت عن نفسه ، وسؤالي مرَّة أخرى : لم تجعلون الميِّت واسطة؟
العاملي : حسب فهمنا المحدود ، وإدراك عقولنا القاصرة ، الأمر كما تقول ، فالإنسان يعبد الله تعالى مباشرة ، فينبغي أن يطلب منه مباشرة ، والله تعالى سميع بصير عليم ، وهو أقرب إلينا من حبل الوريد ، فلا يحتاج إلى واسطة من شخص
__________________
١ ـ سورة غافر ، الآية : ٦٠.