قال في التوسُّل والوسيلة ص ٢٦٥ : وفي الجملة فقد نقل عن بعض السلف والعلماء السؤال به ، بخلاف دعاء الموتى والغائبين من الأنبياء والملائكة والصالحين ، والاستغاثة بهم ، والشكوى إليهم ، فهذا مما لم يفعله أحد من السلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ، ولا رخَّص فيه أحد من أئمّة المسلمين. وحديث الأعمى الذي رواه الترمذي هو من القسم الثاني من التوسُّل بدعائه.
وقال في ص ٢٦٨ : وفيه قصة قد يحتجّ بها من توسَّل به بعد موته إن كانت صحيحة ، رواه من حديث إسماعيل ابن شبيب بن سعيد الحبطي ، عن شبيب بن سعيد ، عن روح بن القاسم ، عن أبي جعفر المديني ، عن أبي أمامة سهل بن حنيف : أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان في حاجة له ، وكان عثمان لا يلتفت إليه ، ولا ينظر في حاجته ، فلقي الرجل عثمان بن حنيف فشكا إليه ذلك ، فقال له عثمان ابن حنيف : ائت الميضأة فتوضَّأ ، ثمَّ ائت المسجد فصلِّ ركعتين ، ثمَّ قل : اللهم إني أسألك وأتوجَّه إليك بنبيِّنا محمَّد نبيِّ الرحمة ، يا محمّد! إني أتوجَّه بك إلى ربي ... إلخ.
قال البيهقي : ورواه أحمد بن شبيب بن سعيد عن أبيه بطوله ، وساقه من رواية يعقوب بن سفيان عن أحمد بن شبيب بن سعيد ، قال : ورواه أيضاً هشام الدستوائي عن أبي جعفر ... إلخ (١). انتهى.
ثمَّ ناقش ابن تيمية في سند الحديث ، ولم يفتِ بالتوسُّل بالنبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد وفاته .. إلخ.
وقال ـ يعني ابن تيمية ـ في ص ٢٧٦ : وأمَّا حقوق رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ بأبي
__________________
١ ـ راجع : المعجم الكبير ، الطبراني : ٩ / ٣١ ، مجمع الزوائد ، الهيثمي : ٢ / ٢٧٩.